كتب المانغا والناشئين وسائل المعارض العراقية لاستقطاب قراء جدد

معارض الكتب في العراق تكشف عن مزيج من التحديات والفرص في تجديد صناعة الكتاب وتلبية حاجيات كل الفئات.
الأربعاء 2025/09/17
المعارض خلقت عادة قرائية جديدة داخل البيوت العراقية

آية منصور

بغداد - تُعد مشاركة دور النشر العراقية في المعارض الوطنية مساحة تواصل حيوية بين الكاتب والقارئ، لاسيما بالنسبة للفئات البعيدة عن شارع المتنبي والمكتبات المركزية. وخلال أيام المعرض، تنتقل المئات من العناوين إلى أطراف المدن والمحافظات، مرفقة بفعاليات توقيع وورش تعريف وعروض سعرية، ما يحوّل الزيارة الأولى إلى عادة قرائية متكررة.

 ويؤكد ناشرون عراقيون التقيناهم في معرض بغداد الدولي للكتاب أنّ “المشاركة في هذه المعارض تكشف عن مزيج من التحديات والفرص، بينها التوزيع داخل المحافظات، والتسويق عبر المنصات الرقمية، وتثبيت أثر مستمر بعد انتهاء المعرض من خلال منافذ بيع صغيرة أو شراكات مع المدارس والجامعات”.

الفئات الجديدة والتحديات

يوضح صاحب دار قناديل حسين مايع أنّ “الدار تعتمد سياسة تنويع المحتوى بين الكتب التخصصية والعامة، خدمةً لشريحتين أساسيتين: الأكاديمي المختص والمثقف العام”. ويقول “لسنا معنيين بمجرد توسيع العناوين، بل بفتح مسالك قراءة بين الجامعة والمجتمع، عبر أبحاث نقدية وكتب تثقيفية واضحة اللغة”.

◙ معارض الكتب تجذب فئات جديدة من الجمهور لكنها تواجه تحديات بارزة مثل القرصنة وضعف الحماية القانونية

ويشير مايع إلى أنّ “قناديل تعمل منذ عامين على مشروع مخصص للفتيان، لتقديم محتوى يجمع بين الفائدة والمتعة، ويمنح الناشئة مدخلا مبكرا لبناء علاقة طويلة الأمد مع الكتاب”.

ويضيف أنّ “استهداف هذه الفئة يعالج فجوة يواجهها الأهالي عند البحث عن عناوين موثوقة داخل أجواء المعارض”. وحول أدوات التسويق، يلفت مايع إلى أنّ “المنصات الرقمية أصبحت وسيلة رئيسة لسرعة الوصول وقياس التفاعل، لكنها لا تُغني عن الوسائل التقليدية مثل اللوحات الطرقية ورسائل الشارع المباشرة”.

ويؤكد أنّ “أفضل الحملات هي تلك التي تدمج بين الإعلان الرقمي والإشارات الميدانية الواضحة داخل قاعات العرض، مع رسائل موجّهة خصيصا للزوار الجدد”.

ويبيّن أنّ “نحو 90 في المئة من إصدارات الدار عراقية خالصة، مقابل 10 في المئة فقط مترجمة أو عربية غير عراقية”، موضحا أنّ “هذا التوجه يمنح القارئ صوتا محليا قريبا من تجربته، من دون إغفال قيمة الترجمات التي توسع آفاق الحوار المعرفي”.

وأشار مايع إلى أنّ “معارض الكتب تجذب فئات جديدة من الجمهور، بينها العائلات والموظفون وطلاب المدارس، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات بارزة مثل القرصنة وضعف الحماية القانونية، إلى جانب غياب دعم مستقر يخفّض كلف الإنتاج والتوزيع، وارتفاع أجور إيجار الأجنحة”.

الكتاب للجميع

1

من جانبه، يقول علي حميد، من دار “أكاد”، إنّ “الدار تراهن على الوصول إلى جميع الفئات، بما في ذلك اليافعون والموظفون وسكان المحافظات البعيدة”، مؤكدا أنّ “المعرض يجب أن يُشعر كل فرد بأنّ الكتاب يعنيه بشكل مباشر”.

ويوضح حميد أنّ “لغة التسويق تبدلت لتشمل مقاطع فيديو قصيرة وفرقا جوالة تنقل أجواء المعرض مباشرة إلى الناس، ما جعل الكتاب أقرب للجمهور”.

ويلفت إلى أنّ “الموازنة بين العناوين العراقية والمترجمة تراعي الفوارق السعرية”، مبينا أنّ “ارتفاع كلفة الكتب المترجمة يعود إلى حقوق النشر والتدقيق والطباعة”.

ويضيف أنّ “الطلب المرتفع في المعارض الأخيرة كان على كتب المانغا، وكتب تطوير الذات، إضافة إلى العناوين الإنجليزية، ما دفع الدار إلى توسيع إصداراتها باللغة الأصلية لتلبية حاجة القرّاء الشباب”.

شهادات من القراء

تتحدث حوراء أحمد (22 عاما) عن تجربتها في معرض بغداد الدولي للكتاب قائلة “لم أكن أزور شارع المتنبي كثيرا بسبب الزحام وبعد المسافة، لكنّ المعرض جعل الوصول إلى الكتب ممكنا. لفت انتباهي أنّ دور النشر العراقية تتحرك كجسر إلى العالم العربي، فتجلب ترجمات وطبعات حديثة بأسعار مناسبة”.

وتضيف “وجدت في المعرض تنوعا كبيرا من الروايات الحديثة وكتب الفلسفة المبسطة للصغار وسلاسل تطوير الذات وحتى المانغا المرخصة. هذا التنوع خلق عادة القراءة داخل البيت، حيث تجد ابنتي ما يناسب عمرها، وأجد أنا ما يفيدني في عملي ودراستي”.

8