قمر تجسس إسرائيلي جديد يوسع أفق مراقبة إيران وحلفائها

كاتس يصف القمر الاصطناعي أوفيك 19 بإنجاز عالمي، موجها رسالة إلى الأعداء بأنهم تحت المراقبة الدائمة في كل وقت ومكان.
الأربعاء 2025/09/03
أوفيك 19" عين إسرائيل الساهرة

القدس - أطلقت إسرائيل قمرا اصطناعيا جديدا للتجسس، فيما وصفه وزير دفاعها يسرائيل كاتس الأربعاء بأنه رسالة موجهة إلى أعدائها بأنهم تحت المراقبة المستمرة.

وقال كاتس في منشور على منصة إكس "إن إطلاق القمر الاصطناعي أوفيك 19 أمس (الثلاثاء) هو إنجاز على أعلى مستوى عالمي. إن عددا قليلا من الدول يمتلك مثل هذه القدرات".

وأضاف "هذه أيضًا رسالة إلى جميع أعدائنا، أينما كانوا - نحن نراقبكم في جميع الأوقات وفي كل موقف".

ويعكس هذا التصريح التوجّه الإسرائيلي نحو الاعتماد بشكل متزايد على التكنولوجيا الفضائية لتعزيز تفوقها الأمني، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.

ولم يقتصر خطاب كاتس على التهديد، بل وجه دعوة إلى القوى الإقليمية للتعاون مع إسرائيل في تسخير هذه القدرات "من أجل مستقبل مشترك أفضل للجميع".

هذه الدعوة قد تكون موجهة بشكل خاص إلى الدول التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية أو مصالح أمنية مشتركة، خاصة في مواجهة ما تعتبره إسرائيل تهديدات إقليمية.

كما أكد كاتس أن إسرائيل ستواصل الاستثمار بكثافة في برامج الفضاء والأقمار الصناعية، مما يشير إلى أن "أوفيك 19" ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من المشاريع المستقبلية لتعزيز الأمن القومي الإسرائيلي.

وقالت وزارة الدفاع إن القمر الاصطناعي أُطلق من موقع لم يُكشف عنه الثلاثاء في الساعة 10:30 مساءً (19:30 ت غ)، وبدأ في الإرسال وخضع لسلسلة من الاختبارات الأولية.

وأضافت أنه بمجرد أن يصبح فعالا وجاهزا للخدمة، سيتم نقل قيادته إلى وحدة الاستخبارات البصرية والجغرافية-المكانية في الجيش.

وجاء إطلاق قمر التجسس بعد شهرين من حرب بدأتها إسرائيل على إيران واستمرت 12 يوما واستهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية ومناطق سكنية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر.

وقال دانيال غولد، رئيس مديرية البحث والتطوير بوزارة الدفاع، إنه "تم جمع أكثر من 12000 صورة فضائية للأراضي الإيرانية من أجل توجيه الضربات"، وهو ما يعطي لمحة عن الدور الحاسم الذي تلعبه الأقمار الاصطناعية في العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال بوعز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية المملوكة للدولة والتي عملت على المشروع جنبا إلى جنب مع وزارة الدفاع، إن العملية "أكدت أن امتلاك قدرات مراقبة متقدمة في منطقتنا أمر بالغ الأهمية لتحقيق التفوق الجوي والأرضي".

وتعتبر إسرائيل من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث انضمت إلى نادي القوى الفضائية في عام 1988 مع نشر أول قمر اصطناعي لها، "أوفيك"، ومعناه الأفق بالعبرية.

وتسبب إطلاق قمر التجسس في حالة من الذعر لفترة وجيزة في تل أبيب ووسط إسرائيل، حيث ظن السكان أن الجسم الفضائي صاروخ اعتراضي.

وانتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر حالة الارتباك مع تساؤلات من المارة حول طبيعة "الصاروخ"، وهذا الالتباس يسلط الضوء على حساسية الأوضاع الأمنية في المنطقة حيث يمكن لأي حدث غير اعتيادي أن يثير القلق بين المواطنين.