قمة عربية بين بيراميدز ونهضة بركان.. لمن سيبتسم السوبر الأفريقي

أول مشاركة لبيراميدز في السوبر الأفريقي فيما يسعى نهضة بركان إلى حصد لقبه الثاني في المسابقة القارية.
السبت 2025/10/18
رهان صعب

القاهرة - تستضيف العاصمة المصرية القاهرة السبت مباراة كأس السوبر الأفريقي لكرة القدم، والتي تجمع بين بيراميدز المصري، بطل دوري أبطال أفريقيا، ونهضة بركان، بطل كأس الكونفدرالية. ويلتقي الفريق القاهري، بعد تتويجه بلقبه الأول ببطولة دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، مع نهضة بركان المغربي على ملعب 30 يونيو، وهو الملعب الذي يتخذه بيراميدز مقرا له. وبينما تعتبر هذه هي أول مشاركة لبيراميدز في السوبر الأفريقي، فإن نهضة بركان يسعى لحصد لقبه الثاني في المسابقة القارية.

وجاءت قصة صعود بيراميدز واعتلائه عرش الكرة الأفريقية مذهلة وسريعة بشكل استثنائي، حيث تأسس النادي عام 2008 تحت اسم “الأسيوطي سبورت”، واكتسب سمعة طيبة في مجال اكتشاف المواهب وتطوير اللاعبين قبل تغيير اسمه عام 2018 إلى بيراميدز إف سي والانتقال إلى القاهرة. وأعقب ذلك ضخ العديد من الاستثمارات، وتم إضفاء الطابع الاحترافي على الهيكل الرياضي، وصقل عملية التوظيف، حسب ما أفاد به الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).

أول لقب

في غضون بضعة مواسم كان بيراميدز ينافس من أجل التتويج بالبطولات المحلية، ويتأهل بانتظام للمنافسات القارية، وفي عام 2024 احتفل بأول لقب له ببطولة كأس مصر. بعد 12 شهرا جاء الانطلاق على الصعيد القاري، بعدما حقق مفاجأة من العيار الثقيل بتتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا لأول مرة، عقب فوزه 3 – 2 على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالدور النهائي.

ومنح الكرواتي كرونوسلاف يورتشيش، المدير الفني لبيراميدز، شكلا مميزا للفريق، حيث يفضل الاعتماد على خطة 4 – 2 – 3 – 1 المتماسكة التي تضغط بشكل انتقائي، وتحمي المساحات في وسط الملعب، وتخترق بسرعة دفاعات المنافسين على الأطراف. وفي غياب الاستحواذ يحكم لاعبا الارتكاز خط الوسط، وفي الانتقالات الهجومية يضغط الرباعي الأمامي بسرعة وشراسة.

نهضة بركان فاز بكأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2020، وعاد ليحرزها مجددا عام 2022، ثم استعاد اللقب الموسم الماضي ليؤكد سمعته كفريق متخصص في حصد الكؤوس

هذا التوازن قاد بيراميدز في أدوار خروج المغلوب الصعبة في دوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، ومرة أخرى في التزامات الشهر الماضي القارية. كما ينسب الفضل إلى جهاز يورتشيتش في تحقيق مكاسب متمثلة في دقة تنفيذ الكرات الثابتة، وطريقة استشفاء اللاعبين وتدوير اللعب عليهم، وهو ما حافظ على حيوية الفريق خلال جدول مباريات الدوري المصري ودوري أبطال أفريقيا الطويل.

وشهد بيراميدز خيبة أمل قارية سابقة كانت أبرزها خسارته في نهائي كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) أمام بركان عام 2020. ويشهد لقاء السبت أول ظهور لبيراميدز في كأس السوبر، والذي أصبحت أمامه فرصة لاختبار نفسه أمام الفائز بالسوبر الأفريقي عام 2022.

ووصل نهضة بركان المغربي إلى القاهرة لمواجهة مضيفه بيراميدز المصري في منافسات كأس السوبر الأفريقي لكرة القدم، السبت، بشعور مألوف، وهو كأس قارية على المحك وزخم قوي. ويواجه النادي المغربي، الفائز بكأس الاتحاد الأفريقي الموسم الماضي، منافسه المتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا في نسخته الماضية على ملعب 30 يونيو بالعاصمة المصرية القاهرة.

خيبة أمل قارية

وتأسس نادي نهضة بركان الرياضي في مدينة بركان، المدينة المشهورة بزراعة الحمضيات في المغرب، وتطور من ناد إقليمي ذي إدارة جيدة إلى أحد أكثر الفرق الأفريقية موثوقية في الأدوار الإقصائية. جاءت نقطة التحول خلال العقد الماضي، الذي شهد تحسين البنية التحتية، وتوظيفا أكثر ذكاء، وهوية واضحة. ثم تبعت ذلك نهائيات قارية، بداية بخيبات أمل، ثم اعتياد على اعتلاء منصة التتويج، حسب ما أفاد به الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وفاز بركان بكأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2020، وعاد ليحرزها مجددا عام 2022، ثم استعاد اللقب الموسم الماضي ليؤكد سمعته كفريق متخصص في حصد الكؤوس. لقد سارت هذه المسيرة بنجاح، حيث اشتهر نهضة بركان بصعوبة اختراق دفاعاته خلال رحلاته الخارجية، وشراسته على ملعبه أمام جماهيره النابضة بالحياة في الملعب البلدي.

ويستند بركان في أدائه على التنظيم الدفاعي أولا، ثم السرعة والدقة في الانتقالات نحو الهجوم، مدعوما بتهديد المنافسين من خلال الكرات الثابتة. يقود نهضة بركان المدرب التونسي الشاب معين الشعباني، الذي ينعكس أسلوبه في اللعب على خططه في المباريات، حيث يعتمد على المهارة والتكتيك، والدقة في الأداء.

الشعباني، الذي قاد بركان أيضا للفوز في آخر مواجهاته القارية، أعاد إلى الأذهان السمات المميزة التي تجعل مواجهة “الفريق البرتقالي” صعبة للغاية، في ظل تواجد كتلة متماسكة في وسط الملعب، وظهيرين يحسنان توقيت تدخلاتهما، وخط هجوم مدرب على استغلال المساحات في دفاعات المنافسين بدلا من الاستحواذ على الكرة.

11