قمة سلام برئاسة السيسي وترامب لبحث مستقبل غزة مع بدء تبادل الرهائن

الرئاسة المصرية تؤكد مشاركة قادة أكثر من عشرين دولة في القمة الهادفة لإنهاء حرب غزة وتعزيز السلام والاستقرار بالشرق الأوسط.
الأحد 2025/10/12
قمة تبحث الانسحاب وتشكيل قوة دولية

غزة (الاراضي الفلسطينية) - عاد نصف مليون فلسطيني السبت إلى مدينة غزة المدمّرة في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي حدّدت صباح الإثنين موعدا للبدء بتسليم الرهائن، وهو اليوم الذي تعقد فيه أيضا قمة دولية في مصر حول غزة برئاسة مشتركة أميركية مصرية.

ومساء السبت، أعلنت الرئاسة المصرية عن عقد قمة دولية حول غزة الإثنين برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب وبمشاركة دولية واسعة.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية "تعقد قمة دولية تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام... الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025، برئاسة مشتركة" بين السيسي وترامب وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.

وأوضح البيان أن "القمة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي".

وأضاف أن "هذه القمة تأتي في ضوء رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم".

ومن أبرز المشاركين فيها الذين أكدوا حضورهم، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

ولم يصدر بعد أيّ إعلان بشأن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القمة، فيما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس أن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية التوقيع الإثنين في مصر بل سيقتصر الامر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين".

والإثنين أيضا ستبدأ حماس بالإفراج عن 48 رهينة، بحسب ما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان في حديث لفرانس برس.

وأعلنت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الدولة العبرية ستبدأ بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بمجرد حصولها على تأكيد بوصول جميع الرهائن المحتجزين في غزة إلى أراضيها الاثنين.

وقالت شوش بدرسيان في إحاطة صحافية الأحد "سيتم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بمجرد أن تؤكد إسرائيل وصول جميع رهائننا المقرر إطلاق سراحهم غدا عبر الحدود".

وينص الاتفاق على تبادل الرهائن الـ47 المتبقين في غزة من أصل 251 اختطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة احتجز في العام 2014، في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحلول الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش الاثنين.

وستُفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الرهائن في غزة.

وقال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي زار غزة في وقت سابق السبت مع صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، "أنتم عائدون إلى دياركم" في إشارة إلى الرهائن.

وتوجه إلى عائلاتهم المحتشدة في تل أبيب قائلا "شجاعتكم هزّت العالم"، وسط صيحات الحشود "شكرا ترامب".

وقالت إيناف زانغاوكر إحدى الناشطات من أجل عودة الرهائن، خلال التجمّع الذي أقيم في تل أبيب السبت "سنواصل الهتاف والنضال حتى يعود الجميع إلى ديارهم". ويُعتبر ابنها، ماتان زانغاوكر، البالغ 25 عاما، أحد الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

لكن بعد الإفراج عن الرهائن وتحرير معتقلين، من المرتقب أن تزداد ترتيبات المراحل التالية تعقيدا.

وأكّد حسام بدران في مقابلته الحصرية مع وكالة فرانس برس في الدوحة أنّ المرحلة الثانية من المفاوضات "ليست بسهولة المرحلة الأولى".

وقال بدران "نحن نأمل أن لا نعود إلى هذه المرحلة (الحرب) لكن (...) بلا شك إذا فرضت هذه المعركة فان حماس ستواجه وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان".

وأكّد مسؤول في الحركة فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث لوكالة فرانس برس أنّ "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" باللغة الإنجليزية: "لن نُسلِّم سلاحنا... (إلّا) عندما نحصل على دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن نفسها".

وتنصّ خطة ترامب أيضا على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة وإنشاء قوة دولية لتوفير الأمن في القطاع.

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر السبت إنه زار قطاع غزة لبحث سبل إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن تُنشر أي قوات أميركية في الأراضي الفلسطينية.

ويأتي هذا التصريح غداة إعلان مسؤولين أميركيين كبار إنّ واشنطن سترسل إلى الشرق الأوسط فريقا مكوّنا من 200 عسكري أميركي لـ"الإشراف" على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي غزة، أعلن الدفاع المدني السبت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

وسار فلسطينيون السبت بين الانقاض في شوارع طغى عليها اللون الرمادي وبينهم عدد كبير من الرجال معظمهم من دون أغراض شخصية، بحسب مقاطع فيديو لفرانس برس.

واستغلت رجا سلمي الهدنة لتعود سيرا إلى بيتها في مدينة غزة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي بالقصف والعمليات البرية على مدى أسابيع مناطق قال إنها كانت تؤوي مقاتلين من حركة حماس.

وقالت سلمي لوكالة فرانس برس "مشينا ساعات طويلة، وكل خطوة كانت مليئة بالخوف والقلق على منزلي". لكن عندما وصلت إلى حيّ الرمال، وجدت أن بيتها "لم يعد موجودا، مجرد كومة من الركام".

وأضافت "وقفت أبكي أمامه... كل الذكريات تحوّلت إلى غبار".

وقال أحد العائدين ويدعى ساهر أبو العطا "لا أجد كلمات تصف ما أراه... دمار، دمار، ومزيد من الدمار".

وفي الربيع، قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 92 في المئة من المباني السكنية في قطاع غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب.

وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67682 شخصا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.