قصف بالمسيّرات يعرقل استئناف الخدمة الجوية بمطار الخرطوم

الهجوم قبل يوم من افتتاح المطار يرسخ أن الصراع يحبط التعافي، مظهرا أن السيطرة العسكرية على العاصمة لا تعني استقرارا.
الثلاثاء 2025/10/21
مطار تحت النار

الخرطوم - أحبطت سلسلة من الغارات الجوية المنفذة بطائرات مسيّرة جهود السلطات السودانية لإعادة فتح مطار الخرطوم الدولي، مسجلة بذلك ضربة رمزية قوية قبل يوم واحد من الموعد المحدد لإعادة فتح المطار أمام الرحلات الداخلية للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.

وأغارت طائرات مسيّرة على محيط المطار في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، معلنة استمرار التحدي الأمني المباشر لسلطة الجيش في قلب العاصمة، ومستهدفة محاولة استعادة رمز حيوي للحياة المدنية.

وقال شهود لوكالة فرانس إنهم سمعوا أصوات طائرات مسيّرة في سماء وسط الخرطوم وجنوبها، بالإضافة إلى أصوات انفجارات في محيط المطار، بين الرابعة والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي (2:00-4:00 ت غ).

ويعتبر هذا الهجوم عرقلة متعمدة لرمزية إعادة الافتتاح، التي أعلنتها هيئة الطيران المدني السودانية الاثنين، مشيرة إلى أن المطار سيعاد افتتاحه الأربعاء لتسيير رحلات داخلية بشكل تدريجي بعد الانتهاء من الاستعدادات التقنية والتشغيلية.

وأغلق المطار منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وهو نزاع أدى إلى تدمير كبير للبنية التحتية في العاصمة، بما في ذلك المنشآت الحيوية بالمطار كصالات الركاب والمدرجات ومباني الخدمات.

ويشير هذا الهجوم إلى عدم اكتمال السيطرة التي أعلنها الجيش في وقت سابق على العاصمة، رغم أن الخرطوم ظلت هادئة نسبيا منذ إعلانه بسط السيطرة قبل أشهر.

وتتواصل هجمات الطائرات المسيّرة، موجهة أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع بضرب أهداف عسكرية ومدنية عن بُعد.

وتؤكد روايات الشهود لوكالة فرانس برس أن المسيّرات أغارت أيضاً على شمال أم درمان في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، وهي منطقة تضم منشآت عسكرية كبيرة، موسعة بذلك دائرة الاستهداف.

ولم يصدر كل من الجيش وقوات الدعم السريع حتى الآن أي بيانات رسمية بشأن الهجوم الذي تعرض له مطار الخرطوم الدولي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الغارات حتى اللحظة.

ويذكر أن المطار ظل خارج الخدمة لفترة طويلة، ما أدى إلى تحوّل مطار مدينة بورتسودان إلى المطار الرئيسي للدولة، باعتبارها العاصمة المؤقتة للحكومة التي يقودها الجيش، وهو ما فرض تحديات لوجستية كبيرة.

وبدأت السلطات السودانية خلال الأشهر الماضية بتنفيذ عمليات صيانة جزئية للمرافق الأساسية في المطار تحت إشراف مباشر من الجيش، الذي أعلن في سبتمبر الماضي عن اكتمال مراحل تأهيل البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك تشغيل برج المراقبة والممر الجوي الرئيسي.

وينظر إلى عودة الرحلات إلى مطار الخرطوم كبداية رمزية لمرحلة جديدة، تسعى فيها الحكومة إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب واستعادة الثقة.

لكن هجوم فجر الثلاثاء يرسخ أن الصراع المسلح ما زال قادرا على إحباط أي رمز للتعافي في اللحظات الأخيرة، مظهرا أن السيطرة العسكرية لا تعني بالضرورة استقرارا تاما، وأن استئناف الخدمات الحيوية في العاصمة لا يزال يواجه معارضة عسكرية شرسة.