"طيات السكون" كثيرة في لوحات محمود حامد

محمود حامد: في عمق الهدوء تنضج الرؤى قبل أن تتجسد أفعالا.
الجمعة 2025/10/10
وجوه ساكنة تبوح بأفكار كثيرة

القاهرة - يستعد غاليري بيكاسو أيست في التجمع الخامس لافتتاح معرض “سكون يحمل في طياته” للفنان محمود حامد، الأحد، بحضور نخبة مميزة من الفنانين التشكيليين ومجموعة من الإعلاميين.

وقال محمود حامد عن معرضه “ظاهر السكون قد يخيل إلينا أنه غياب للحركة أو فراغ من الحياة، لكن الحقيقة أن السكون كثيرا ما يكون مساحة تنمو فيها بدايات خفية، فخلف الصمت تتشكل الأفكار وتحمل في الطيات مشاعر مختلفة، وفي عمق الهدوء تنضج الرؤى قبل أن تتجسد أفعالا، ‏في حضرة السكون تتراجع الأصوات لتفسح المجال لنبض خفي كأنه الوجود يكتب نفسه من جديد هناك، حيث لا كلمة ولا حركة، وتكتشف الروح أن الصمت ليس نهاية بل بداية أعمق من كل البدايات”.

ولد محمود حامد في العام 1963 بمحافظة الفيوم وهو فنان تشكيلي مصري وأستاذ الأشغال الفنية والتراث الشعبي بكلية التربية الفنية – جامعة حلوان، وعميدها السابق، حصل على بكالوريوس التربية الفنية عام 1986، وماجستير عام 1992، ودكتوراه في فلسفة التربية الفنية (تخصص الأشغال الفنية والشعبية) عام 1998.

يعد من أبرز الفنانين الذين جمعوا بين الممارسة الفنية والعمل الأكاديمي، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل مصر وخارجها، من أبرزها معارضه “جدار الروح” (بيكاسو إيست 2019)، “خيالات الظل” (بيكاسو إيست 2022)، و”عشق الجدران” (متحف الفن المصري الحديث 2015).

السكون كثيرا ما يكون مساحة تنمو فيها بدايات خفية، فخلف الصمت تتشكل الأفكار وتحمل في الطيات مشاعر مختلفة
السكون كثيرا ما يكون مساحة تنمو فيها بدايات خفية، فخلف الصمت تتشكل الأفكار وتحمل في الطيات مشاعر مختلفة

شارك في معارض دولية بعدة دول منها سويسرا، فنلندا، قبرص، عمان، صربيا والصين، ونال جوائز عديدة منها الجائزة الثانية في التصوير والحفر بالمسابقة القومية، وجائزة لجنة التحكيم بصالون الشباب، وجائزة النقد الفني من المجلس الأعلى للثقافة. وتُقتنى أعماله في متحف الفن المصري الحديث، ووزارة الثقافة، وجامعة حلوان، والسفارة الهندية بالقاهرة، ومؤسسات عربية ودولية متعددة.

كتبت عنه الناقدة مروى السنوسي منذ سنوات أنه “يشغله دائما البحث عن الذات، يحاول أن يصل إلى أسباب الصراع الدائم بين الإنسان ومعتقداته وأحيانا جذوره، مستخدما في ذلك الكثير من الرموز والحروف التي تأخذنا إلى موروثاتنا الشعبية لنعيد التعامل معها بلغة عصرية… الفنان محمود حامد يبرع في تناول الجسد الإنساني، وكأنه يعيد تشريحه نفسيا، حيث تدفعك لوحاته إلى استكشاف الكثير من أسراره ونقاط التماس بينه وبين أصوله وتراثه، كثيرا ما تشعر بحالة من عدم الرضا على وجوه شخوصه، وينتقل إليك بعض من اللااستقرار في أعماقها، لكن يبقى الصراع بين هذه الشخوص من ناحية ومفاهيمه ومعتقداته المتوارثة من جهة أخرى أكثر ما يطغى على أعماله، لتتساءل هل تحمل لوحاته الفنية ثورة ما على الكثير من الثوابت والأفكار التي تتمسك بها”.

ويؤمن محمود حامد بأن “إنتاج الفن دون مغامرة يأتي باردا لا روح فيه، فالمغامرون من الفنانين التشكيليين هم الأحياء في الحركة التشكيلية، وهم من يجعلون للحركة روحا وطعما.. والمغامرة هنا تكون بأشكال متعددة حتى لو كانت من وجهة نظر الفنان فقط، ولكنها تتأكد بالمثابرة والإصرار حتى تصبح كائنا له مفرداته التي يشعر بها المتلقي، والمغامرة ليست لها حدود في قاموس الفنان التشكيلي فهو لا يكاد ينتهي من مغامرة حتى تجده يتشوق لمغامرة جديدة تنتهي بإنتاج جديد له خصوصيته التي يتميز بها. ودائما ما تكون المغامرة عند الفنان بلا حدود، ولكن عادة ما تكون الحدود موانع داخل الفنان كل حسب طبيعته وأساليبه، فتكون السد المنيع غير المحسوس عند الفنان أثناء العمل على تجربته الفنية، ومن هذه الموانع التقاليد والدين، وهي لا تمنع المغامرة لأنها في الأساس تمنعها طبيعة الفنان”.