سمير جعجع: على حزب الله أن يتعظ من حماس
بيروت- اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الثلاثاء أنه يتعيّن على حزب الله أن “يتعظ” من تجربة حركة حماس في قطاع غزة، وأن يسلّم سلاحه إلى الدولة اللبنانية في “أقرب وقت ممكن.”
ويتصدر جعجع جبهة الداعين لنزع سلاح حزب الله في الداخل، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع الدوائر الغربية، الأمر الذي يجعل من تصريحاته محل اهتمام كبير من قبل المتابعين لكونها مبنية في الغالب على معطيات وليست مجرّد تقييمات.
وسبق وأن حذّر المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، الشهر الماضي من أن الوضع لن يبقى على حاله مع بداية العام المقبل في حال لم يتم نزع سلاح حزب الله، ما أثار مخاوف لبنانية من حرب إسرائيلية جديدة لن تكون كسابقاتها.
وفي مقابلة من مقرّه في بلدة معراب شمال بيروت، قال جعجع “من المؤكد أن على حزب الله أن يتعظ مما يحدث حاليا مع حماس. هذا سبب إضافي لأن يسلّم سلاحه إلى الدولة في أقرب وقت ممكن،” مضيفا “حرام إضاعة الوقت.”
وتجري إسرائيل وحركة حماس مفاوضات غير مباشرة في مصر للاتفاق على آلية تطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي تنص خصوصا على وقف إطلاق نار فوري ونزع سلاح الحركة ومنع أيّ حضور لها في حكم قطاع غزة، بعد عامين من حرب مدمرة بينها وبين إسرائيل.
◄ جعجع يرى أن حزب الله بالطريقة التي يتصرف بها حاليا، يضع نفسه خارج اللعبة السياسية
واعتبر جعجع أن “مسؤولي الحزب يزايدون في الوقت الراهن” برفضهم تسليم سلاحهم إلى الدولة التي وضعت في أغسطس خطة لنزع سلاح الحزب، على وقع ضغوط تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة من أجل تجريد الفصيل المدعوم من طهران من سلاحه.
وتابع “لا أفهم كثيرا ما الذي يقومون به، وصراحة أكثر لم أفهم حرب الإسناد التي كان واضحا إلى أين ستصل (..) ولم أفهم السابع من أكتوبر.. على أيّ أساس قاموا بهذه الخطوات وإلى أين وصلوا؟”
وأكد أن “لا خيار لدى الحزب إلا أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، لأن ثمة دولة وهي أخذت القرار.”
وبدأت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس بهجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، ردت عليه الأخيرة بحرب مدمّرة في قطاع غزة لا تزال مستمرة، وقتل فيها أكثر من 67 ألف شخص.
وفتح حزب الله مع بدء الحرب، جبهة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، دعما لحماس. وتطورت المواجهة بين الطرفين في سبتمبر 2024 إلى مواجهة أكثر عنفا، تكبّد خلالها الحزب خسائر باهظة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية.
ويسري منذ 27 نوفمبر 2024 اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، ينصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
ورأى جعجع، الذي يشغل حزبه أكبر كتلة في البرلمان اللبناني، أن “حزب الله بالطريقة التي يتصرف بها حاليا، يضع نفسه خارج اللعبة السياسية،” معتبرا أن على السلطة ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة أن تظهر “حزما” أكبر في تطبيق حصر السلاح بيد الدولة.