سفن حربية أوروبية تأمّن أسطول مساعدات غزة في سابقة تاريخية

روما ترسل سفينة عسكرية ثانية للأسطول، بينما يرفض الوفد الإيطالي إنزال المساعدات في قبرص، مؤكدا أن مهمته كسر الحصار عن غزة.
الخميس 2025/09/25
تعزيز الحماية للأسطول بعد تعرضه لهجمات متكررة

روما - نشرت إيطاليا اليوم الخميس سفينة عسكرية ثانية لمساعدة أسطول الصمود الدولي الذي تعرض لهجوم بطائرات مسيرة أثناء محاولته إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر مع إسرائيل، التي تعارض بشدة هذه المبادرة.

ويضم (أسطول الصمود العالمي) حوالي 50 قاربا مدنيا، ويسعى لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. ويشارك فيه الكثير من المحامين والناشطين ومنهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبورغ.

وقال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو اليوم الخميس إن بلاده أرسلت سفينة واحدة وأن أخرى في طريقها لتقديم المساعدة للإيطاليين الموجودين في الأسطول. وحث النشطاء على التخلي عن خطط كسر الحصار عن القطاع الفلسطيني.

وقال أمام مجلس الشيوخ بشأن قرار إرسال السفينتين البحريتين "إنه ليس عملا حربيا، وليس استفزازا إنه عمل إنساني، وهو واجب على الدولة تجاه مواطنيها".

وأرسلت إيطاليا أول فرقاطة الأربعاء، بعد ساعات من إعلان أسطول الصمود استهدافه بطائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقا مسببا للحكة على السفن أثناء إبحارها في المياه الدولية على بعد 30 ميلا بحريا (56 كيلومترا) من جزيرة غافدوس اليونانية.

ولم يُصب أحد بأذى، لكن السفن لحقت بها بعض الأضرار.

وأرسلت إسبانيا سفينة حربية عسكرية لمساعدة الأسطول، لتنضم بذلك إلى إيطاليا في خطوة غير مسبوقة من حكومات أوروبية.

وأحبط الجيش الإسرائيلي محاولات سابقة لناشطين لكسر الحصار البحري على غزة بالقوة.

وفي عام 2010، قتل 10 نشطاء أتراك على يد قوات خاصة إسرائيلية داهمت السفينة مرمرة التي كانت تقود أسطول مساعدات متجها إلى غزة.

وفي إيطاليا، دانت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني الهجوم، ولكنّها اعتبرت إنّ الأسطول كان مبادرة "خطيرة وغير مسؤولة" لتقديم المساعدات التي يمكن لحكومتها أن تنقلها في غضون ساعات قليلة.

وأشارت إلى أن الحكومة أرسلت فرقاطة إلى منطقة الهجوم، لكنها أكدت أن "استخدام القوة العسكرية غير وارد".

حمل أسطول الصمود إسرائيل مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة.

ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية مباشرة على هذا الاتهام، لكنها دعت الأسطول إلى إنزال المساعدات الإنسانية في أي ميناء في دولة قريبة من إسرائيل، تاركة الأمر للسلطات الإسرائيلية لنقلها إلى غزة، وإلا ستواجه عواقب.

وقالت الوزارة على منصة إكس "لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق حصار بحري قانوني.. هل يتعلق الأمر بالمساعدات أم بالاستفزاز؟".

واقترحت إيطاليا إيصال المساعدات إلى قبرص وتسليمها إلى الكنيسة الكاثوليكية، التي ستقوم بدورها بتوزيعها في غزة. وأكدت ميلوني أن إسرائيل تدعم هذه الفكرة.

ولم يتسن الحصول على تعليق على الاقتراح بعد من المكتب الصحافي للأسطول.

وقال أرتورو سكوتو النائب الإيطالي عن الحزب الديمقراطي المعارض، والموجود على متن سفينة تابعة للأسطول، إن قادة البعثة يناقشون خيار قبرص "مباشرة مع الفاتيكان"، وليس مع الحكومة الإيطالية.

وقال لرويترز عن المحادثات مع الفاتيكان "نحن في وضع لا يسمح اليوم بدخول ولو قشة إلى غزة، لذا فإن جميع المبادرات المطروحة موضع ترحيب. سنقيمها في الوقت المناسب".

وذكر اسطول الصمود في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس أن سفنه كانت تبحر ببطء في المياه الإقليمية اليونانية، وتعرضت "لنشاط متوسط لطائرات مسيرة" خلال الليل، وكانت تتجه نحو المياه الدولية "في وقت لاحق من اليوم".

واندلعت الحرب في قطاع غزة منذ قرابة عامين عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023 التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل، والتي تقول إحصاءات إسرائيلية إنها أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني. وأدت الحرب إلى انتشار المجاعة وتدمير معظم المباني بالقطاع، ونزوح معظم سكانه عدة مرات.