"دمشق الهوى": فنانون تشكيليون يجتمعون على حب سوريا
دمشق- تحضر سوريا وعاصمتها دمشق في لوحات فنانين تشكيليين سوريين بعضهم تغرب بفعل الأوضاع التي عاشها البلد خلال العشر سنوات الماضية، وبعضهم تمسك بحقه في البقاء، اجتمعوا كلهم في معرض استضافه ثقافي أبورمانة، تحت عنوان “دمشق الهوى.”
المعرض تضمن لوحات تعبق بالتراث والأصالة تحكي في أغلبها تفاصيل من مدينة دمشق، بمشاركة 22 فنانًا وفنانة من أعمار متنوعة، قدموا 45 عملًا متنوعًا بين الرسم والتصوير الضوئي.
وشارك في المعرض كل من الفنانين: هبة أمرير، إينال القائد، زمزم الحاج، نجوى الشريف، فواز البيبي، قمر وردة، غادة كركرلي، محمد سعيد، عبير العودات، سارة محاحي، زينة هاشم، غادة كركي، محمد دبور، ماسة خليل، مجدولين صبح، موفق المصري، ريم بسمار، جمانة كناني، محمد زين كوكي، هلا الحسناوي، علي السعدي، ومهى محفوظ.
وأوضحت الفنانة التشكيلية هديل اللبابيدي، مشرفة المعرض، أن قائمة المشاركين ضمت فنانين، بعضهم جاء من دول الاغتراب، لمشاركة أبناء وطنهم في رسم معالم سوريا والإضاءة على مستقبلها، مستخدمين الألوان الزيتية والأكريليك، إضافة إلى ورق الذهب.
وتحدثت عن تنوع مضامين اللوحات، إذ صورت بعضها دمشق من منظور الجمال والتاريخ، وأخرى وثقت معاناة المدينة في فترات زمنية مختلفة.
واعتبرت اللبابيدي أن الاستمرار في تنظيم المعارض الفنية من شأنه دفع عجلة الثقافة إلى الأمام، وإعطاء صورة جديدة عن المدينة العريقة.
أما الفنانة هبة أمرير، فبينت أنها تشارك في المعرض من خلال لوحتين طغى عليهما اللون الأزرق، صورت إحداهما حارة دمشقية خلف الجامع الأموي ومئذنته، بأرضية ملونة وألوان بهية، وأسقطت من خلالها مشاعر العشق الدائم والانتماء لدمشق، بينما صورت اللوحة الأخرى سوريا الوطن ومعالم مدنها الشهيرة بطريقة فنية حرفية.
من جانبه تحدث المصور الفوتوغرافي الشاب محمد سعيد طحان عن شغفه بالتصوير، الذي بدأ قبل أربع سنوات وعمل على تطويره من خلال التدريب، حتى أصبح التصوير عمله وشغفه الأساسي، موضحًا أنه قدم ثلاث لوحات تعكس روح دمشق القديمة، حيث صورت اللوحة الأولى شخصًا داخل صحن الجامع الأموي وهو يتلو القرآن الكريم، وتظهر فيها زخارف الجامع، أما الثانية فتصور مئذنة الجامع الأموي، والثالثة كانت عن بائع العرقسوس بزيه التراثي، معبرًا عن رغبته في إقامة معرض فردي والمشاركة في معارض خارج سوريا.
أما الفنانة هلا حسناوي، فأوضحت أنها تشارك بثلاث لوحات تميزت باستخدام ألوان التراب، وصورت بها تفاصيل البيت الدمشقي، كالبيوت القديمة، وداخل قصر العظم، وسوق القطن، الذي يحوي قنطرة عريقة عمرها أكثر من 800 عام، وكتبت في أعلى اللوحة سورة الفاتحة.
بدوره، عرض الفنان التشكيلي علي السعدي لوحاته الأربع التي تمثل حقبة من تاريخ دمشق، والتي تعود إلى عام 1908، بتفاصيل حجارة الأزقة والأسواق والبائعين الجوالين، مستخدمًا الألوان الزيتية.
ونوهت الفنانة التشكيلية مهى محفوظ، التي زارت المعرض، بجهود الفنانين المشاركين من الموهوبين في تجسيد دمشق بعراقتها وتراثها الحضاري، في حين عبر عدد من الفنانين المشاركين عن تفضيلهم المشاركة في معارض جماعية، لدورها في تبادل الخبرات والاطلاع على الأعمال الفنية، مما يسهم في إغناء الحركة الثقافية في وطننا ونقلها إلى العالم.