خبراء: أفلام الأنمي تؤثر سلبا على إدراك الأطفال وتركيزهم

أفلام الكارتون الجديدة تحمل رسائل ومحتويات يتأثر بها الصغار.
الخميس 2025/08/07
أفلام حققت انتشارا كبيرا في الدول العربية

بغداد - ينصح خبراء التربية المتخصصون، العائلات العربية بالحرص على تقديم محتوى جيد من أفلام الكرتون التي يشاهدها أطفالهم، مثل أفلام الكارتون القديمة كـ”السندباد” و”توم وجيري” وغيرها.

ويلفت الباحث التربوي فالح القريشي إلى أن “أفلام الكارتون الجديدة موجهة من قبل خبراء كبار، بينهم روائيون، وهي تحمل رسائل ومحتويات يتأثر بها الصغار وتتضمن مخاطر كثيرة،” مشيراً إلى أن ذلك لا يحجب بعض فوائدها، ومنها تنمية الثروة اللغوية عند الأطفال واكتساب بعض المهارات والمعارف والمعلومات وتنمية الخيال الذي يُعد ضرورياً للأطفال، لأنه يحفّز الإبداع والابتكار من خلال القصص والحكايات.

وقال القريشي إن مضار أفلام الكارتون كثيرة جداً حتى على الكبار، منوهاً إلى أن شركة (ديزني) تنتج 500 فيلم سنوياً، وأن نحو 95 في المئة‎ من هذه الأفلام تؤدي إلى العنف والعدوان وتعلم الطفل المثلية والإباحية، لافتا إلى وجود محاولات لتركيز الجنسية المثلية في ذهن الطفل.

هناك تقصير من الأسرة في تحديد وقت ونوع الأفلام المتحركة التي يشاهدها الأطفال ومراقبتهم عند تقليدهم العنف

وأكد القريشي أن مشاهدات الأطفال لهذه الأفلام أدت إلى انحرافات أخلاقية في المدارس العراقية والعربية، مشيرا إلى أن مشاهدة هذه الأفلام تنتج عنها أضرار جسمانية، إذ تؤدي إلى قلة الحركة والسمنة وتقوس العظام، إضافة إلى حدوث أضرار في العين وخلل بالسمع، ومخاطر نفسية مثل التبلد والاكتئاب وقلة العلاقات الاجتماعية، وإهمال الهوايات والقدرات والاهتمامات.

ويلعب الأداء المدهش للممثلين والإخراج المتقن والموسيقى والألوان الزاهية المستخدمة في أفلام الأنمي دورا كبيرا في جذب الأطفال وتعلقهم بالمشاهدة أوقاتا طويلة.

وقد وضعت 70 دولة دليلاً للتربية على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن تأثير أفلام الكرتون على الأطفال.

وقال نادر السقا أخصائي ومعالج نفسي تربوي، إنه في القديم كانت أفلام الكارتون هي المفضلة لدى كل الصغار، وكان الغرب مُتقدما في صناعتِها، فأفلامهم كانت الأكثر رواجًا ولا تَرقَى أفلام الكارتون العربي لمُنافستِها.

وأضاف في منشور له على صفحته الشخصية في فيسبوك أن المُخالفات في أفلام الكارتون كانت قليلة نِسبيًا حتى أصبحت أفلام الكارتون هي المُتحدِّث الرسمي بلسان الغرب في الترويج لكل مَظاهِر الانحراف العَقائِدي والأخلاقي مِن الشذوذ والإلحاد والنَّسويَّة وغيرها.

وأشار الخبير التربوي إلى أن أفلام الأنمي الآن هي مَن تتربَّع على العرش في مخاطبة الأطفال والمراهقين بل والكبار، فالأنمي هي القوة الناعمة لليابان في تصدير كل ثقافتها للعالم وفي طيَّاتِها كل مَعالمِ الانحراف الغربي العَقائِدي والسُلوكِي والأخلاقِي، وهناك أيضًا الإنتاج الكُوري ولكن الأكثر انتشارًا هو المنتج الياباني.

بدورها، قالت لينا علي، ناشطة مهتمة بقضايا المرأة والطفل، إن “أفلام الكارتون وخاصة الأنمي تؤثر على الطفل بشكل سلبي من حيث الإدراك والتركيز والعنف وظهور بعض الاضطرابات النفسية”.

وأصبحت أفلام الكارتون في الوقت الحالي، بحسب علي، تنقل صورة سلبية وتحث على الفسق والفجور والشذوذ الجنسي بطرق مبطنة، فيما كانت أفلام الكارتون سابقاً تحمل رسالة وحكمة تنتقل إلى أدمغة الأطفال.

وأوضحت علي أن” أفلام الأطفال الحديثة تحتوي على مشاهد عنف وشر وأزياء غريبة وشخصيات كارتونية رجالية تتشبه بالنساء وبالعكس، كما تتضمن هذه الأفلام لقطات حميمية، بالإضافة إلى بعض المؤثرات الصوتية التي أثبتت الدراسات أنها ذبذبات تؤثر على الإدراك والتركيز،” مشيرة إلى أن ذلك “يؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي لدى الأطفال”.

الأنمي هي القوة الناعمة لليابان لتصدير كل ثقافتها للعالم وفي طيَّاتِها كل مَعالمِ الانحراف الغربي العَقائِدي والسُلوكِي والأخلاقِي

ونصحت علي بأهمية أخذ الحيطة والحذر ومتابعة الأبناء من حيث المحتوى، واختيار الأنسب، لافتة إلى أن هذه المشكلة تُعد من مشاكل العصر التي يصعب السيطرة عليها.

وأشارت دراسات جديدة إلى أن مشاهدة الأفلام في الطفولة لفترات طويلة تتسبب بتشتت الانتباه وضعف التركيز لدى الأطفال، كما تسهم بلجوئهم إلى العنف والعصبية الزائدة وتغيير السلوك.

في المقابل، تقول أستاذة علم النفس مناهل الصالح إن “مرحلة الطفولة تُعد من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها الإنسان منذ ولادته إلى أن ينمو ويكبر، حيث يتعلم خلالها المعارف ويكتسب الخبرات، ويُعتبر التلفزيون وسيلة اتصال فعالة ويطلق عليه اسم المربي الثاني في الأسرة نظراً إلى الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمامه”.

وبينت أن “أفلام الرسوم المتحركة تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الطفل ورسم ملامحها وتحتل مكانة في أعماقه لأنها تُقدَّم في قوالب جميلة،” مشيرة إلى أن “الشق السلبي هو الأكثر في هذه الأفلام، بعد اتضاح النماذج العدوانية التي يتعرض لها الطفل في التلفاز، لاسيما برامج الرسوم المتحركة التي تؤثر بشكل قوي على ظهور العدوان لدى الأطفال وتبث في نفوسهم الخوف والقلق وغير ذلك من المشكلات والتأثيرات السلبية.”

وتتابع الصالح “إن أغلب الأطفال يشاهدون أفلام كارتون بمفردهم، ويميلون لمشاهدة الأفلام التي فيها قتل وعنف، وتتوزع ردود أفعالهم إزاء ذلك بين الخوف والتوتر والتقليد،” مشيرة إلى “وجود تقصير من الأسرة في تحديد وقت ونوع أفلام الأنمي التي يشاهدها الأطفال ومراقبتهم عند تقليدهم العنف”.

والأنمي هو نوع من الرسوم المتحركة التي نشأت في اليابان وحققت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية. وأصبح الأنمي جزءًا مهمًا في حياة العديد من الأطفال والشباب، حيث يعكس قصصًا وشخصيات تجمع بين الخيال والدراما والمغامرة. إلا أن الأنمي له تأثيرات كبيرة على الأطفال، ويمكن أن تكون هذه التأثيرات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه.

15