حملة إنسانية كويتية للتخفيف عن سكان غزة في حدود المتاح
الكويت- تواصل دولة الكويت جهودها لإغاثة سكان قطاع غزّة، وذلك في حدود ما تتيحه إمكانيات التغلّب على العراقيل التي تضعها إسرائيل في طريق إيصال المساعدات إلى هؤلاء السكان الذين يعيشون ظروفا استثنائية في سوئها وقسوتها، وكذلك التضييقات على حصولهم على تلك المساعدات حتى في حال وصولها إليهم إذ كثيرا ما يقصفون أو يتعرّضون لإطلاق النار وهم بصدد تسلّمها أو البحث عنها.
وأعلن الخميس عن إقلاع الطائرة الإغاثية الخامسة عشرة من الجسر الجوي الكويتي الثاني ضمن الحملة الإنسانية التي تحمل اسم “الكويت بجانبكم” لإغاثة الفلسطينيين متجهة إلى مطار العريش المصري وعلى متنها أربعون طنا من المساعدات الغذائية تمهيدا لإيصالها إلى قطاع غزة.
وتأتي الطائرات الإغاثية المنطلقة من قاعدة عبدالله المبارك الجوية، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، ضمن حملة “فزعة لغزة” التي تنظمها جمعية الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع جهات خيرية كويتية وبالتنسيق مع وزارات الشؤون الخارجية والدفاع ممثلة بالقوة الجوية الكويتية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد المغامس قوله قبيل إقلاع الطائرة إن الدعم الكويتي لقطاع غزة والذي يأتي بتوجيه من قيادة البلاد “يترجم إرادة دولة الكويت في حشد طاقات كل مؤسساتها الرسمية لتأمين الجسر الجوي الإغاثي الثاني وإيصاله بشكل منظم وسريع إلى الأشقاء الفلسطينيين هناك.”
وأكد المغامس أن “هذا التعاون الرسمي يعكس التزام دولة الكويت الثابت بالوقوف إلى جانب القضايا الإنسانية العادلة وترسيخ مكانتها بلدا سباقا في إغاثة المنكوبين أوقات الأزمات،” مضيفا أنه “بموازاة الجهود الحكومية كان للقطاع الخيري والأهلي في الكويت دور محوري عبر المبادرات الخيرية الفاعلة ما أظهر صورة مشرقة للتكافل الإنساني الكويتي.”
ولفت إلى حرص الجمعية على ضمان استمرار تدفق المساعدات بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري وسفارة دولة الكويت في القاهرة بما يكفل وصولها بسرعة وأمان إلى مستحقيها في قطاع غزة، مبينا أن “هذه الرحلات الإنسانية ليست مجرد شحنات غذائية بل هي رسالة تضامن وأمل من دولة الكويت إلى الشعب الفلسطيني الشقيق وتجسيد عملي لقيم العطاء التي عرفت بها البلاد في مساندة المنكوبين حول العالم”.
خالد المغامس: مساعداتنا للفلسطينيين ليست مجرد شحنات غذائية بل رسالة تضامن وأمل
وتولت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تجهيز المساعدات الإنسانية في رحلة الخميس والمقدمة من جمعية جود الخيرية بهدف تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للقطاع كما عملت على تجهيز الطائرات السابقة الموزعة على 4 طائرات إلى الأردن و11 إلى مصر حتى الآن.
وبذلك يصل إجمالي المساعدات الكويتية المرسلة من الجسر الجوي الكويتي الثاني للفلسطينيين في قطاع غزة إلى 300 طن من المواد الغذائية المنتجة داخل البلاد بالتنسيق مع شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية.
وما تزال القضية الفلسطينية تحمل بعدا وجدانيا عميقا لدى الكويتيين الذين ساند بلدهم تلك القضية ماديا وسياسيا في مختلف مراحلها.
وتجلّى ذلك البعد مجدّدا من خلال مشاركة مواطنين كويتيين في تسيير أسطول الصمود باتجاه القطاع وتعرّضهم للاحتجاز من قبل السلطات الإسرائيلية إلى جانب العشرات من النشطاء من جنسيات مختلفة.
وأعلنت الكويت، الخميس، أن إسرائيل احتجزت عددا من مواطنيها المشاركين في الأسطول العالمي بعد هجومها على سفنه مؤكدة أنها تعمل على الإفراج عنهم في أقرب وقت.
وقال وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا لوكالة الأنباء الكويتية “نتابع عن كثب وباهتمام بالغ التطورات المتعلقة باحتجاز عدد من المواطنين الكويتيين المشاركين في أسطول الصمود العالمي،” مضيفا قوله “نبذل جميع الجهود الممكنة لضمان سلامتهم وتأمين الإفراج عنهم في أقرب وقت”.
وشدد على أن “الحفاظ على سلامة المواطنين الكويتيين أولوية أساسية والوزارة لن تدخر أيّ جهد في هذا الإطار”.
ومساء الأربعاء أعلن أسطول الصمود عبر منصة إكس تعرضه لهجوم من نحو عشر سفن إسرائيلية، وأطلق نداء استغاثة بعد اعتراض بعض سفنه بالمياه الدولية، واصفا ذلك بـ”جريمة الحرب”.
