حماس لن تشارك في الحكم.. لكنها باقية في غزة

الحركة تتمسك بإطلاق كبار الأسرى لإحراج سلطة عباس.
الاثنين 2025/10/13
شرطة حماس إلى الواجهة، ولكن دون استعراضات

غزة- حسمت حركة حماس موقفها بالتخلي عن المشاركة في إدارة غزة، في سياق الضغوط التي تتعرض لها من قبل الوسطاء من أجل تقديم تنازلات للمضي قدما في باقي مراحل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، في وقت يقول فيه مراقبون إن إعلان الحركة عن تخليها عن الحكم قبل يوم من قمة شرم الشيخ هدفه سحب الذرائع أمام إسرائيل ودفعها إلى تنفيذ صفقة التبادل ومنع تحويل القمة من ورقة ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فرصة لمهاجمة حماس.

وتصرّ حركة حماس على أن تتضمن قائمة المعتقلين الذين ستفرج عنهم إسرائيل سبعة قادة فلسطينيين بارزين، وأبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعباس السيد. والهدف، وفق مراقبين، هو إظهار حماس حركة وطنية جامعة وإحراج سلطة الرئيس محمود عباس.

وأفاد مصدر في حماس مقرب من الوفد المفاوض الأحد، بأن الحركة لن تشارك في حكم غزة في المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب مع إسرائيل، وذلك عشية انعقاد قمة من أجل السلام في قطاع غزة تستضيفها مصر بمشاركة قادة من العالم.

حركة حماس تسعى لعزل سلطة محمود عباس، وبالتوازي هندسة الحكم الجديد في غزة وتحريكه من وراء الستار

وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته بسبب حساسية المسألة إنه “بالنسبة إلى حماس موضوع حكم قطاع غزة هو من القضايا المنتهية. حماس لن تشارك بتاتا في المرحلة الانتقالية ما يعني أنها تخلت عن حكم القطاع ولكنها تبقى عنصرا أساسيا من النسيج الفلسطيني.”

وسبق أن ظهرت انقسامات في الماضي داخل قيادة حماس حول قضايا جوهرية بما فيها إدارة قطاع غزة في المستقبل.

ويقول مراقبون إن الوضع الراهن يجبر حماس على التخلي عن طموحها في استمرار إدارة حكم غزة مستقبلا، في المقابل هي ترفض بشدة القبول بشروط خروجها من القطاع، والتخلي عن سلاحها، حيث أن المسألتين بالنسبة إليها “قضية وجودية.”

وذكر المصدر أن “حماس موافقة على هدنة طويلة وألا يستخدم السلاح بتاتا طوال هذه المدة إلا في حال عدوان إسرائيلي على غزة.”
وكان قيادي في الحركة قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس إن قبول الحركة تسليم سلاحها “غير وارد.”

وإلى جانب وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، تنص خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة على أن تدير شؤون غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط بإشراف “مجلس سلام” برئاسة ترامب وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من دون أن يكون لحماس أيّ دور في حكم القطاع.

وكانت حماس و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أعلنت الجمعة، عن الرفض القاطع لأيّ وصاية أجنبية في غزة، مؤكدة أن إدارة القطاع ومؤسساته شأن فلسطيني داخلي.

حسين الشيخ: المنظمة مستعدة للعمل مع ترامب وتوني بلير لدعم وقف إطلاق النار في غزة وبدء إعادة الإعمار

وجاء في البيان أن “الحركات الثلاث تعمل بالتعاون مع مصر لعقد اجتماع وطني شامل لتوحيد الموقف الفلسطيني والتوجه نحو الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار في غزة.”

وقال المصدر بهذا الصدد “طلبنا من الجانب المصري الدعوة للقاء قبل نهاية الأسبوع القادم لإنهاء موضوع اللجنة الإدارية،” مضيفا أن “الأسماء شبه جاهزة.”
وأشار المصدر إلى أن “حماس قدمت مع بقية الفصائل 40 اسما ولا فيتو عليها أبدا ولا أحد منهم ينتمي إلى حماس إطلاقا.”

ويرى المراقبون أن حماس بإشراك الفصائل الموجود في غزة تعمل لتحقيق هدفين، الأول عزل سلطة الرئيس عباس، والثاني هندسة الحكم الجديد في غزة وتحريكه من وراء الستار بما يتماشى مع تثبيت نفوذها.

وقال حسين الشيخ نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الأحد إن المنظمة مستعدة للعمل مع ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لدعم وقف إطلاق النار في غزة وبدء إعادة الإعمار.

وتحمل خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة احتمال أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة في نهاية المطاف، ولكن فقط بعد أن تستكمل إصلاحات.

وفقد الرئيس الفلسطيني السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في عام 2007. ويرأس عباس السلطة الفلسطينية ومقرها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وقال الشيخ إنه التقى ببلير لبحث اليوم التالي في غزة و”سبل إنجاح جهود الرئيس ترامب التي تهدف إلى وقف الحرب وإقامة السلام الدائم في المنطقة”.

وكتب الشيخ على إكس “أكدنا استعدادنا للعمل مع الرئيس ترامب ومع بلير والشركاء المعنيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والذهاب للتعافي وإعادة الإعمار”.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تدير السلطة الفلسطينية قطاع غزة.

وتستضيف مصر بعد ظهر الاثنين في شرم الشيخ قمة من أجل السلام في غزة ويشارك فيها قادة أكثر من عشرين دولة.

وأعلنت الرئاسة المصرية السبت في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أن القمة تهدف إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.”

وقالت حماس إنها لن تشارك في التوقيع الرسمي للاتفاق. وذكر عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن “حماس لن تكون مشاركة” في عملية التوقيع بل سيقتصر الأمر على “الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.”

 

اقرأ أيضا:

       • انسحاب موسى أبومرزوق من حوار تلفزيوني يعكس أزمة خطاب في حركة حماس

1