ثقة عالية في الإمارات.. بوتين يختار أبوظبي للقاء محتمل مع ترامب
موسكو - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إن الإمارات مكان مناسب للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب، في تصريح يكشف موثوقية روسيا العالية في أبوظبي التي تلعب دور الوسيط في أكثر من أزمة إقليمية ودولية وتدير الوساطة بكفاءة دبلوماسية عالية استنادا إلى رؤية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرامية إلى إرساء الاستقرار والأمن في العالم.
وأوضح بوتين أنه سيلتقي ترامب خلال الأيام المقبلة وأن الجانبين أبديا اهتماما بهذا الاجتماع الذي وصفه بـ "رفيع المستوى"، مضيفا "لدينا العديد من الأصدقاء المستعدين لتنظيم مثل هذه الاجتماعات. أحد هؤلاء الأصدقاء هو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. أعتقد أننا سنقرر، الإمارات ستكون مكانا مناسبا، بل مناسبا جدا".
وتلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا متزايد الأهمية في ترسيخ الأمن والاستقرار العالمي، وذلك من خلال سياسة خارجية ترتكز على مبادئ الحوار والتسامح والتعاون الدولي. وتتجلى أهمية هذا الدور في عدة محاور رئيسية:
1 الدبلوماسية والوساطة في حل النزاعات
تتبنى الإمارات الدبلوماسية كأداة رئيسية لحل النزاعات، وقد نجحت في لعب دور الوسيط في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. فمن الأمثلة البارزة على ذلك: المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا، حيث ساهمت بفعالية في إنجاح المصالحة التاريخية بين البلدين بعد صراع دام لأكثر من عشرين عامًا.
2 الدبلوماسية في مجلس الأمن:
من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، عملت الإمارات على الدفع بحلول دبلوماسية للعديد من النزاعات، وساهمت في صياغة قرارات تدعو إلى التسامح والسلام.
3 مكافحة الإرهاب والتطرف
تعتبر الإمارات شريكًا فاعلاً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال مراكز دولية لمكافحة التطرف، فقد أسست مراكز متخصصة مثل "مركز هداية" و"مركز صواب" بالتعاون مع الولايات المتحدة والتي تهدف إلى التدريب والحوار والتعاون في مجال مكافحة التطرف العنيف.
وتعمل أبوظبي على تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع الدول الأخرى لمواجهة التهديدات الإرهابية، كما أصدرت تشريعات وقوانين صارمة لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
4 المساعدات الإنسانية والتنمية
وتعد الإمارات من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية والتنموية على مستوى العالم، وهي ترى أن التنمية المستدامة هي أساس الاستقرار.
وتخصص أبوظبي جزءًا كبيرًا من دخلها القومي الإجمالي للمساعدات التنموية، والتي لا ترتبط بأي أجندة سياسية. وتستهدف هذه المساعدات الحد من الفقر، ودعم التعليم، والرعاية الصحية، وتوفير الطاقة النظيفة في الدول النامية.
وتقدم مساعدات إغاثية فورية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات، مثل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ودعم المناطق المتضررة من الفيضانات في عدة دول.
5 تعزيز قيم التسامح والتعايش
وتؤمن الإمارات بأن التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان هو السبيل لدرء النزاعات.
وأسست بيت العائلة الإبراهيمية الذي يعتبر صرحا في أبوظبي ليكون مثالاً حيًا للتعايش والحوار بين الأديان، حيث يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا.
وتساهم الإمارات في نشر قيم التسامح عبر الفعاليات الثقافية والتعليمية التي تستهدف حماية الأجيال القادمة من الفكر المتطرف.
وبهذه الجهود، ترسخ الدولة الخليجية مكانتها كشريك فاعل وموثوق في المنظومة الدولية، وتعمل على بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا للجميع.
لقاء مشروط
وعن إمكانية لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أشار بوتين إلى أن هذا الأمر ممكن، "إلا أن الشروط اللازمة لم تتحقق بعد".
وأمس التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في موسكو.
وقال مستشار الكرملين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف للصحفيين الخميس، إنه تم التوصل إلى اتفاق لعقد اجتماعٍ بين بوتين وترامب في الأيام المقبلة.
ومنذ 24 فبراير 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وكان ترامب منح روسيا في 14 يوليو الماضي مهلة مدتها 50 يوما لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على واردات السلع الروسية، ولاحقا قلص المهلة 10 إلى 12 يوما اعتبارا من 28 يوليو.