تونس تستعين بالخطاب الديني لحماية الأسرة من التفكك

وزارة الشؤون الدينية تكرس خطاب دينيا من شانه توعية المواطنين بضرورة تفادي الأسباب التي تهدد الأسرة.
الأحد 2025/10/19
الخطاب الديني يحث على التواصل الاسري

تونس ـ تستعين الحكومة التونسية بالخطاب الديني لحماية الأسرة من التفكك لما له من دور كبير في مواجهة التحديات التي تقع على المرأة والأسرة؛ وذلك بتقديم خطاب واعٍ راشد، يدافع عن المرأة ويمكِّن لها؛ ويحمي الأسرة من سلوكيات المجتمع الخاطئة.

وأكد رئيس ديوان وزارة الشؤون الدينية، غفران الساحلي أن تونس عولت على العنصر البشري في عملية بناء المجتمع، وخاصة الأسرة إيمانا منها بأنها خلية أساسية في رسم ملامح البلدان المتحضرة والمتطورة.

وطرح الساحلي المفهوم الديني والقانوني والاجتماعي للأسرة، مشيرا إلى اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بهذه اللبنة من المجتمع، بالإضافة إلى اهتمام الدستور التونسي بها، وإفراد الفصل 12 من الباب الأول منها للحديث عنها، حيث نص على أنها الخلية الأساسية للمجتمع، وعلى الدولة حمايتها.
وخلال ورشة عمل بعنوان “الخطاب الدينــي الرشيد وحماية الأسرة من التفكك: المضامين والآليات”، قال الساحلي إن وزارة الشؤون الدينية تكرس خطاب دينيا من شانه توعية المواطنين بضرورة تفادي الأسباب التي تهدد الأسرة، وإيجاد الآليات والمضامين لمجابهة التفكك، والحث على الترابط والاحترام والتكامل بين أفرادها من مختلف الأعمار.

الخطاب الديني يقدم نموذجا متكاملا للتواصل الأسري، قائما على أسس راسخة من الرحمة والمودة والاحترام المتبادل والصدق والحوار البناء

كما استدل بخطة العمل التي أعدتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن حول التماسك الأسري 2025 ـ2035، وخصصت ضمنها محورا عن دور وزارة الشؤون الدينية في تعزيز الحوار الأسري عن طريق خطاب ديني مسؤول ينبذ الفرقة ، ويدعو للحوار والأخلاق الحميدة.

بدوره، لفت رئيس الجمعية التونسية للصحة الإنجابية، فتحي غديرة إلى دور الوعاظ والإطارات المسجدية في الجوامع من أجل تقديم خطاب دينـي رصين، مؤكدا سعيهم لمزيد التنسيق مع الوزارة من أجل نشر الثقافة الصحية وتمكين الأئمة والوعاظ من معارف في مواضيع مختلفة، منها العناية بالصحة في شهر رمضان، والتوعية بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر، والشهائد الطبية عند الزواج.

وفي يوليو الفارط، نظمت وزارة الشؤون الدينية حملة توعوية تهدف إلى الوقاية من الإدمان على المخدرات من خلال مجموعة من التوجيهات والنصائح المستمدة من القيم الدينية والاجتماعية.

وفي حملتها الدينية حثت الوزارة على تعزيز العلاقات الأسرية القوية وتقديم الدعم العاطفي المستمر إلى جانب العمل على ملء أوقات الفراغ بحفظ القران الكريم وتدبره، وممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية والتربوية.

وخلال الندوة الوطنيّة حول “الأسرة التونسيّة: الآليّات الوطنيّة للمرافقة والحماية” أفادت سنية الدريدي، مديرة التوجيه والتكوين الديني بوزارة الشؤون الدينيّة في مداخلتها “أهميّة ترسيخ القيم الإنسانية لحماية الأسرة” أنّ آليات الوزارة تستهدف الفكر والعقلية بالتوعية من خلال الخطاب الديني الداعي إلى الحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع، مؤكدة حرص الوزارة على تأهيل الواعظات وتربية الأطفال البالغ عددهم 56 ألف طفلا في 2002 على القيم الاسلاميّة وعلى الحفاظ على التماسك الأسري، إلى جانب تأمين 16 حملة توعوية لفائدة 350 وليّا في فضاء مهيئ بجربة بولاية مدنين في إطار برنامج التربية الوالديّة التي تنفذه وزارة الأسرة.

وفي عصر يشهد تغيرات جذرية في أنماط الحياة والعلاقات الاجتماعية نتيجة للتطورات التكنولوجية المتسارعة والانشغالات اليومية المتزايدة، يحتل التواصل الأسري موقعا محوريا في الحفاظ على تماسك الأسرة واستقرارها. لم تعد الروابط الأسرية متينة كما كانت في السابق، حيث باتت الأسر تواجه تحديات كبيرة في بناء جسور من الفهم والحوار الفعال بين أفرادها، مما يستدعي العودة إلى القيم والمبادئ التي تعزز هذا التواصل وتعيد له دوره الحيوي. ومن هذا المنطلق، يقدم الخطاب نموذجا متكاملا للتواصل الأسري، قائما على أسس راسخة من الرحمة والمودة والاحترام المتبادل والصدق والحوار البناء.