تقرير يهوّن من ضربات ترامب ضد إيران ينتهي بإقالة قادة الاستخبارات

تقييم وكالة الاستخبارات يناقض تصريحات ترامب بأن الضربات دمرت المواقع النووية الثلاثة المستهدفة بالكامل.
الأحد 2025/08/24
في موقف محرج

واشنطن – تستعد إدارة الرئيس دونالد ترامب لإقالة رئيس وكالة استخبارات الدفاع “دي آي إيه” ومسؤولَيْن كبيرين في الوكالة، حسبما أفاد مسؤولان الجمعة، في إطار سلسلة إقالات شملت عددا من كبار الضباط هذا العام.

وتأتي إقالة الجنرال جيفري كروس الذي ترأس وكالة استخبارات الدفاع منذ بداية عام 2024، بعد أن أصدرت الوكالة تقييما أوليا أفاد بأن الضربات الأميركية على إيران في يونيو أدت إلى تأخير برنامجها النووي لبضعة أشهر فقط.

ويناقض التقييم الذي نشرته وسائل الإعلام الأميركية على نطاق واسع، تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأن الضربات دمرت المواقع النووية الثلاثة المستهدفة بالكامل، ما أثار غضبه ومسؤولين داخل إدارته.

الرئيس يختار ببساطة القادة الذين يريدهم، لكن مشرّعين ديمقراطيين أثاروا مخاوف بشأن التسييس المحتمل للجيش الأميركي المحايد

وقال مسؤول طلب عدم كشف هويته إن الجنرال جيفري كروس “لن يشغل منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع بعد الآن،” دون تقديم أيّ تفسير للقرار.

وقبل أن يصبح مديراً لوكالة استخبارات الدفاع، كان كروس مستشاراً لمدير الاستخبارات الوطنية للشؤون العسكرية، وشغل أيضاً مناصب من بينها مدير الاستخبارات للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

بدوره، قال مسؤول أميركي بشكل منفصل طالبا عدم نشر اسمه إن اثنين من كبار الضباط هما مساعد الأميرال نانسي لاكور قائدة قوات الاحتياط في البحرية، والأميرال ميلتون ساندز رئيس قيادة الحرب الخاصة البحرية، سيغادران منصبيهما أيضا.

وفي يونيو الماضي شنت الولايات المتحدة ضربات واسعة النطاق على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، شاركت فيها أكثر من 125 طائرة أميركية بالإضافة إلى غواصة صواريخ موجهة.

وقال الرئيس الأميركي في خطاب قصير “تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن“. وأضاف ترامب الذي كان محاطا بنائبه جاي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، “إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير“.

وقبل ذلك، قال الرئيس الأميركي عبر منصة “تروث سوشال” إن “حمولة كاملة من القنابل” أسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، واصفا إياها بأنها “الموقع الرئيسي“.

وردت إدارة ترامب بهجوم على وسائل الإعلام في ظل تصريحات وتعاليق مهونة من الهجوم، مؤكدة أن العملية كانت ناجحة تماما، ووبخت الصحافيين لنشرهم هذا التقييم.

وشدد وزير الدفاع بيت هيغسيث على أن التقييم “سُرّب لأن لدى أحدهم أجندة لمحاولة خلط الأوراق وإظهار الأمر كأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة،” منتقدا “التغطية المتملقة لتقييم أولي“.

pp

ومنذ بدء ولايته الثانية في يناير، أشرف ترامب على سلسلة إقالات لضباط كبار، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز “سي كيو” براون، الذي أقاله دون تفسير في فبراير.

ومن بين كبار الضباط الآخرين الذين تم فصلهم هذا العام قائدا البحرية وخفر السواحل، والجنرال الذي ترأس وكالة الأمن القومي، ونائب رئيس أركان القوات الجوية، وأميرال بحري ملحق بحلف شمال الأطلسي، وثلاثة من كبار المحامين العسكريين.

كما أعلن رئيس أركان القوات الجوية مؤخرا عن تقاعده دون إبداء أيّ تفسير، بعد عامين فقط من بدء فترة ولايته الممتدة لأربع سنوات.

وقال هيغسيث إن الرئيس يختار ببساطة القادة الذين يريدهم، لكن مشرّعين ديمقراطيين أثاروا مخاوف بشأن التسييس المحتمل للجيش الأميركي المحايد تقليديا.

وفي وقت سابق من هذا العام، أمر هيغسيث بخفض عدد الجنرالات والأميرالات من فئة الأربع نجوم في الخدمة الفعلية في الجيش الأميركي بنسبة 20 في المئة على الأقل، فضلا عن خفض عدد الجنرالات وكبار الضباط بنسبة 10 في المئة بشكل عام.

1