تسارع التغييرات الدولية لصالح المغرب يصدم بوليساريو

ملف الصحراء شهد تحولات كبرى مع تغيير دول إقليمية ودولية مواقفها لصالح مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وقابل للتطبيق.
الأحد 2025/10/26
المغرب يحصد اعترافات متتالية بملف الصحراء

الرباط – زادت التطورات الإيجابية الأخيرة لصالح المغرب بعد المواقف الدولية الأخيرة، بما في ذلك دعم قوى كبرى لمقترح الحكم الذاتي المغربي، من عزلة جبهة بوليساريو الانفصالية.

وساهم تسارع المستجدات الدولية التي أدت إلى حصد الرباط اعترافات متزايدة بمغربية الصحراء، في إرباك جبهة بوليساريو وداعميها، ما دفعها إلى الاستنجاد برئيس مجلس الأمن في مسعى لإبطاء النقاشات الإيجابية الداعمة لموقف المغرب داخل المجلس.

وعكست الرسالة المستعجلة التي وجهتها الجبهة الانفصالية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، حالة القلق داخلها من هذه التطورات.

وتضمنت الرسالة إبداء بوليساريو الاعتراض الصريح على “المسودة الأميركية” المتعلقة بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، ووصفت المشروع بأنه “ينحاز بشكل واضح للموقف المغربي.”

واعتبر رشيد لزرق، رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات، أن “الخطوة تمثل ردة فعل سياسية تعبّر عن ضيق الجبهة من التحول الملموس في الموقف الدولي تجاه مبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي أصبحت تُوصَف في أدبيات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأنها الأساس الجادّ والواقعي لتسوية النزاع.”

الرسالة المستعجلة التي وجهتها الجبهة الانفصالية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي،تعكس حالة القلق داخلها من هذه التطورات

وأوضح لزرق، في تصريح لجريدة “هسبريس”، أن الرسالة، من حيث الشكل، “تُعيد إنتاج خطاب تقليدي يستند إلى مفهومٍ جامد لتقرير المصير كمرادفٍ للانفصال، في وقت أصبح القانون الدولي الحديث يُقرّ بتعدد مستويات هذا المبدأ، ويُدرجه ضمن ما يُعرف بـ’التقرير الداخلي للمصير’، أي تمكين الجماعات المحلية من تدبير شؤونها ضمن سيادة الدولة الأم.”

ويرى لزرق أن “رسالة بوليساريو محاولة متأخرة لإعادة النزاع إلى منطق تصفية الاستعمار، بينما الواقع القانوني والسياسي الدولي بات يُدرجه ضمن خانة النزاعات الإقليمية التي تُحلّ عبر ترتيبات تعاقدية داخل إطار الدولة الواحدة، ما يجعل مبادرة الحكم الذاتي المغربية النموذج الأكثر اتساقاً مع القانون الدولي الراهن.”

وشهد ملف الصحراء تحولات كبرى مع تغيير دول إقليمية ودولية مواقفها لصالح الطرح المغربي، كما تضمنت التحولات دعم دول كبرى لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وقابل للتطبيق.

وتتضمن قائمة الداعمين لمغربية الصحراء، دولًا غربية مؤثرة مثل فرنسا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، والبرتغال، بالإضافة إلى دول أفريقية مثل مالاوي. وتدعم هذه الدول غالبًا مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل سياسي واقعي للنزاع.

ويطرح المغرب، حكما ذاتيا تحت سيادته باعتباره حلا وحيدا للنزاع، بينما تطالب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، المدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير.

وعرضت الرباط مبادرة الحكم الذاتي في 2007، استجابة لدعوات مجلس الأمن الدولي الذي يتولى النظر في هذا النزاع، بغرض التوصل إلى “حل سياسي نهائي.”