ترامب يراهن على أردوغان لإقناع حماس.. فما الثمن

نزع السلاح.. العقدة التي تتفاداها الحركة في مفاوضات شرم الشيخ.
الخميس 2025/10/09
شراكة... في الأمزجة

أنقرة- كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نظيره الأميركي دونالد ترامب طلب منه إقناع حركة حماس بقبول خطته لإنهاء الحرب في غزة، مبديا انفتاحه على ذلك، وإن أشار إلى بعض “العقبات” التي تعترض هذا المسعى في وقت تتهرب فيه الحركة من مناقشة بند نزع السلاح وتعمل على تأجيله.

وجاءت تصريحات أردوغان في أعقاب إعلان الحكومة التركية عن توجه وفد لها إلى منتجع شرم الشيخ المصري، الأربعاء، للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة الجارية هناك منذ الاثنين، بين إسرائيل وحماس.

وترتبط تركيا بعلاقات وثيقة مع حماس، وهو ما يحاول ترامب استثماره، في المقابل ستحرص أنقرة على تحقيق بعض المكاسب من انخراطها في جهود إقناع الحركة الفلسطينية بضرورة القبول بالخطة المطروحة للسلام في غزة.

وتعد الخطة، المشكّلة من عشرين بندا، الفرصة الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقال أردوغان، خلال رحلة عودته الأربعاء من أذربيجان، إن مسؤولين أتراكا يشاركون في المفاوضات في مصر، وإن أنقرة تدعم الجهود التي يبذلها ترامب، مضيفا أن الرئيس الأميركي طلب من تركيا إقناع حماس بقبول الخطة.

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تتواصل مع حماس وتفسر لها النهج الأمثل لمستقبل دولة فلسطينية، كجزء من خطة ترامب.

أنقرة تحرص على تحقيق بعض المكاسب من انخراطها في إقناع حماس بضرورة القبول بالخطة المطروحة للسلام في غزة

وردا على سؤال حول احتمال نشر قوات تركية في غزة في تصور ما بعد الحرب وسبل ضمان الأمن في القطاع، قال أردوغان إن محادثات شرم الشيخ حاسمة لمناقشة المسألة بالتفصيل لكن الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار كامل وتأمين وصول المساعدات وإعادة إعمار غزة.

ويرى محللون أن تركيا ترى في دعوة ترامب فرصة ذهبية، لحجز مكان لها في الترتيبات التي قد تأتي بعد نهاية الحرب، سواء في إعادة بناء غزة، أو المشاركة في ضمانات أمنية أو حكومة مؤقتة، أو إشراف دولي. فهذا سيمنحها نفوذا فعليا وليس فقط رمزيا.

وتريد تركيا تقديم نفسها لترامب على أنها طرف يمكن الرهان عليه، على أمل ضمان تعاون أميركي في ملفات تشكل مصدر قلق وإزعاج بالنسبة إليها على غرار ملف الأكراد في شمال شرق سوريا.

وتطالب أنقرة واشنطن بضرورة رفع الغطاء عن قسد، أو الضغط عليها من أجل المضي في الاتفاق الذي وقعته مع دمشق في العاشر من مارس الماضي، والذي يقضي بإدماج قوات قسد ضمن الجيش السوري المعاد تشكيله.

ويقول المحللون إن إشارة أردوغان إلى الملف الكردي في معرض حديثه عن خطة ترامب للسلام في غزة لم يكن اعتباطيا، وتحمل رسالة لواشنطن بأن المساهمة في جهود إقناع حماس بخطتها، تستوجب بالمقابل تعاونا أميركيا لتبديد هواجسها في شمال شرق سوريا.

من جانبها، أعلنت حماس، الأربعاء، عن تسليمها قوائم بأسماء الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم بموجب اتفاق تبادل، فيما كشفت مصادر أن الحركة تتهرب من مناقشة بند نزع السلاح الذي نصت عليه خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وقالت حماس إن المفاوضات، التي يحضرها مسؤولون أجانب كبار في منتجع شرم الشيخ المصري، تركز على آليات إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وصفقة التبادل.

وأبدت الحركة الفلسطينية تفاؤلا حذرا تجاه المحادثات الجارية، لكن ذلك لا يلغي وجود نقاط خلافية شائكة.

وذكر مصدر فلسطيني مقرب من المفاوضات أن من أبرز نقاط الخلاف الضغط على حماس لنزع سلاحها وهي مسألة لا ترغب حماس حتى الآن في مناقشتها في المحادثات.

وأضاف المصدر أن الطرفين لم يتفقا حتى الآن على توقيت تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب المكونة من 20 بندا خلال المحادثات الجارية في منتجع شرم الشيخ المصري.

وعبّر ترامب الثلاثاء عن تفاؤله تجاه إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق. وصادف الثلاثاء الذكرى الثانية للهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل وفجّر الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويشارك فريق أميركي يضم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب الذي شغل منصب مبعوث الشرق الأوسط خلال ولاية ترامب الأولى، في المحادثات حول الخطة التي توصف بأنها الأقرب إلى إنهاء الحرب.

لكن مسؤولين من جميع الأطراف حثوا على توخي الحذر بشأن احتمالات التوصل سريعا إلى اتفاق.

وذكر مسؤول إسرائيلي أنه من المقرر أن ينضم وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى المحادثات.

كما يشارك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وهو وسيط رئيسي، في المحادثات في شرم الشيخ بحسب مصادر مطلعة.

ويشارك أيضا رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، ما يشير إلى دور متنام لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تربطها علاقات وثيقة مع حماس، لكن إسرائيل لم تعتبرها وسيطا من قبل.

وأفاد مصدر أمني تركي بأن قالن أجرى مشاورات مع مسؤولين أميركيين ومصريين إضافة إلى ممثلين عن حركة حماس.

وتدعو خطة ترامب إلى تشكيل هيئة دولية يقودها هو شخصيا وتضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لتلعب دورا في إدارة غزة بعد الحرب. وتؤكد الدول العربية الداعمة للخطة أنها يجب أن تقود في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو ويؤكد أنه لن يحدث أبدا.

وتريد حماس وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار شاملة تحت إشراف هيئة فلسطينية من المستقلين التكنوقراط.

من جانبها، تريد إسرائيل من حماس نزع سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة. وقالت حماس إنها لن تُسلّم سلاحها حتى قيام دولة فلسطينية.

1