تراجع ليفربول يضع سلوت أمام تحديات ملحة

فليك يقر بمعضلة الدفاع وإنريكي على ثقة بفريقه.
الجمعة 2025/10/03
أرقام مبعثرة

افتتح فريق ليفربول الإنجليزي منافسات الموسم الجديد بسلسلة من سبعة انتصارات تواليا وهدد باكتساح كل منافسيه، إلّا أن الهزيمتين الأخيرتين على الصعيدين المحلي والقاري تبرزان التحديات الملحة التي يجب على مدربه الهولندي أرنه سلوت معالجتها، لاسيما في الاستحقاقات القادمة.

ليفربول (لندن) - سافر ليفربول إلى قلعة سراي ضمن الجولة الثانية من منافسات دوري أبطال أوروبا، عازما على التعافي من هزيمته الأولى في حملة الدفاع عن لقبه بطلا للدوري أمام كريستال بالاس 1 – 2 نهاية الأسبوع، ما أنهى سجله المثالي في البريميرليغ. لكن ركلة الجزاء التي نفذها المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن في الشوط الأول وضعت أصحاب الأرض في المقدمة، في حين لم يتمكن ليفربول من الرد رغم سيطرته على الكرة وتسديده 16 مرة نحو مرمى مضيفه في إسطنبول.

رغم ذلك، لا يشعر سلوت بالذعر حيث ما زال فريقه يتربع على صدارة الدوري بفارق نقطتين عن أقرب منافسه أرسنال (15 مقابل 13)، كما كان قد فاز في مباراته الافتتاحية في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. أخفت سلسلة الانتصارات الدرامية في الدقائق القاتلة التي حققها الريدز في الفترة الأخيرة، أداء غير مقنع منذ إعادة بناء الفريق بتكلفة باهظة قادته إلى الفوز بلقب الدوري الموسم الماضي، وهو اللقب الأول لسلوت كمدرب للنادي منذ توليه المنصب خلفا للألماني يورغن كلوب.

أنفق ليفربول، على غير عادته، قرابة 606 ملايين دولار على التعاقدات الجديدة، سعيا منه لتعزيز صفوفه انطلاقا من موقع قوة. وانضم فلوريان فيرتس من باير ليفركوزن مقابل حوالي 150 مليون يورو، ليُضفي لمسة إبداعية مميزة، لكن الألماني البالغ 22 عاما لم يُسجل أي هدف أو يُقدم أي تمريرة حاسمة حتى الآن في الدوري أو دوري أبطال أوروبا.

لا داعي للذعر

كما لا يزال الوافد الجديد المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، الذي وصل إلى ليفربول بصفقة قياسية في تاريخ النادي بلغت 169 مليون دولار، يفتقر إلى لياقته البدنية الكاملة بعدما طالت فترة انتقاله من نيوكاسل. الوحيد من بين الصفقات الجديدة الذي ترك بصمته حتى الآن هو المهاجم الفرنسي أوغو إيكيتيكيه حيث سجل ثلاثة أهداف في الدوري، لكنه غاب عن مباراة كريستال بالاس بعد طرده في فوز ليفربول على ساوثمبتون 2 – 1 في كأس الرابطة.

وانصبّ التركيز بشكل كبير على فيرتس الذي وصل إلى ملعب “أنفيلد” كواحد من أبرز المواهب الواعدة في عالم الكرة المستديرة، فتساءل قائد إنجلترا السابق المهاجم واين روني عن مكانة اللاعب الألماني، قائلا في برنامجه على “بي.بي.سي” إنه “يضر بتوازن ليفربول وأسلوب لعبه”. وضمن سياق متصل، يعتقد مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر أيضا أن توازن الفريق ليس على ما يرام، ويقول إنه يجب إبعاد فيرتس عن دائرة الضوء.

هانز فليك قال إن سان جرمان استحق الفوز وإن فريقه لم يكن في أفضل مستوياته ولم يستطع مجاراة بطل أوروبا

ويعاني ليفربول أيضا من الناحية الدفاعية، حيث تعرض قلب الدفاع الفرنسي إبراهيما كوناتيه لانتقادات لاذعة بسبب الأداء الذي قدمه أمام كريستال بالاس. ويفتقر النادي إلى خيارات دفاعية كافية إلى جانب القائد الهولندي فيرجيل فان دايك (34 عاما)، بعد فشله في التعاقد مع مارك غويهي لاعب كريستال بالاس في آخر يوم من سوق الانتقالات.

ووجد سلوت نفسه أمام معضلة أخرى عندما تعرض المدافع الإيطالي الجديد جوفاني ليوني ابن الـ18 عاما، لإصابة في الركبة في أول ظهور له الأسبوع الماضي والتي ستبعده عن الملاعب لمدة تصل إلى عام، بينما فشل جو غوميز في فرض نفسه حتى الآن. كما يعتاد ليفربول أيضا على ثنائي جديد في الدفاع بعد سنوات من الأداء المتميز من قبل ترينت ألكسندر – أرنولد وأندي روبرتسون، حيث استعان سلوت بالهولندي ييريمي فريمبونغ بدلا من ألكسندر – أرنولد في مركز الظهير الأيمن، وفضّل الوافد الجديد المجري ميلوش كيركيز على الظهير الأيسر المخضرم روبرتسون.

تعرض فريمبونغ لانتقادات من مواطنه سلوت بسبب تمركزه في الخسارة المتأخرة في سيلهيرست بارك، واستُخدم كجناح في تركيا. وما زاد الطين بلّة بالنسبة لسلوت، أن حارس المرمى المتألق البرازيلي أليسون بيكر سيغيب عن رحلة السبت الصعبة إلى تشلسي بعد تعرضه لإصابة في إسطنبول، بينما يخضع إيكيتيكيه للتقييم بعد خروجه من الملعب وهو يعرج. لدى سلوت بالتأكيد ما يدعو إلى التأمل حيث يواجه للمرة الأولى تحديات كبرى على أرض الملعب منذ وصوله إلى أنفيلد.

إقرار صريح

من ناحية أخرى أقرّ الألماني هانزي فليك مدرب برشلونة الإسباني أنّ على فريقه تحسين دفاعه بعد أن تلقى هدفا متأخرا منح ضيفه باريس سان جرمان الفرنسي حامل اللقب الفوز 2 – 1، ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا. وكان الفريق الكتالوني خرج من الدور نصف النهائي للنسخة الماضية في المسابقة القارية على يد إنتر ميلان الإيطالي بعد أن ظهرت بوضوح نقاط ضعفه الدفاعية، حيث تلقى سبعة أهداف في مباراتين.

وقال فليك للصحافيين “عندما تكون النتيجة 1 – 1، يجب أن ندافع بشكل أفضل، وأن يكون لدينا تنظيم دفاعي أقوى”. وأضاف “سنتعلم من هذا، وعلينا أن نقدم أداءً أفضل في المرة المقبلة أمام فريق بهذا المستوى من الجودة”. وقال مدرب برشلونة إن سان جرمان استحق الفوز بالمباراة، مشيرا إلى أن فريقه لم يكن في أفضل مستوياته ولم يستطع مجاراة بطل أوروبا. وتابع فليك “لا فائدة من القول إننا في نفس المستوى، لكنني أؤمن بفريقي. لم يكن هذا يومنا الأفضل”.

ورأى فليك أن عندما يلعب فريقه في أفضل مستوياته فعندها سيكون قادرا على مضاهاة فريق الإسباني لويس إنريكي. من جهته، قال إنريكي “بغض النظر عن الأسماء التي تبدأ المباراة، نحن حاضرون دائما”، معربا عن سعادته بالأداء والنتيجة.

ونوه إنريكي في مؤتمره الصحافي على ملعب مونتجويك “أنا سعيد جدا، لأنه بغض النظر عن اللاعبين، نحن دائما موجودون”. وأضاف “لا يهم من يرتدي القميص، نحن نلعب بهوية واضحة”. وواصل المدرب السابق لبرشلونة قائلا “يجب أن أقول إننا قدمنا مباراة جيدة جدا، البداية كانت صعبة للغاية، فقد كانوا يستحوذون على الكرة، وكما هو الحال دائما أمام برشلونة، لديهم لاعبون يتمتعون بجودة عالية. لكن عندما سجلنا الهدف، اكتسبنا الثقة”.

11