تراجع الحماس المصري – القطري لخطة ترامب

هذا الموقف لا يعكس مجرد تحفظ فني، بل يعبر عن امتعاض سياسي من تعديلات قد تكون قد أُدخلت على الخطة.
السبت 2025/10/04
هل تم التعديل على الخطة

باريس- تعكس تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الأخيرة تراجعا مصريا – قطريا عن دعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، بعد أن كانت العاصمتان وخاصة القاهرة من بين أبرز المروّجين لها.

وجاء هذا التحول بعد تقارير تحدثت عن لقاء جمع ممثلي حماس مع  قطر ومصر وتركيا لدراسة خطة ترامب.

وبدا التحول في الموقف المصري جليا في التصريحات العلنية الصادرة عن عبدالعاطي، الذي تحدث من باريس عن وجود “ثغرات كثيرة” في خطة ترامب، مشددا على ضرورة “سدها” قبل القبول بها.

ويقول مرقبون إن هذا الموقف الدبلوماسي المباشر لا يعكس مجرد تحفظ فني، بل يعبّر عن امتعاض سياسي من صياغة الخطة أو من تعديلات قد تكون قد أُدخلت عليها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي  برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويرى هؤلاء المراقبون أن اللقاء قد يكون شهد إدخال ترتيبات لم تعرض على مصر وقطر عند مراحل الصياغة الأولية، ما أدى إلى شعور بالإقصاء أو تهميش الدور الإقليمي الذي تلعبه القاهرة والدوحة.

من الجانب القطري، كانت الدوحة أسرع في إبداء تحفظها، حيث سبقت القاهرة في التعبير العلني عن ملاحظاتها تجاه خطة ترامب. فقد صرّح رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن هناك قضايا في الخطة “تحتاج إلى توضيح وتفاوض،” وهو ما يشير إلى موقف حذر ومتشكك تجاه ما طُرح في واشنطن. وجاء هذا التصريح بعد يوم واحد فقط من إعلان الخطة، ما يعكس توجّهًا قطريًا متريثًا منذ البداية.

ومن غير المستبعد أن تكون القاهرة والدوحة قد اتفقتا ضمنيا على فرملة الاندفاعة الأولى نحو دعم الخطة الأميركية، في انتظار تعديلها أو توضيح ضمانات حقيقية تحمي مصالح جميع الأطراف.

ومن اللافت أن تصريحات وزيري الخارجية المصري والقطري التي تعكس تحفظا على بعض جوانب خطة ترامب، قد تصبّ عمليا في مصلحة حماس التي تسعى إلى كسب المزيد من الوقت لبلورة موقفها النهائي.

محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: هناك قضايا في الخطة “تحتاج إلى توضيح وتفاوض

ونقلت وكالة فرنس برس عن قيادي في حماس أن الحركة الفلسطينية ما زالت في حاجة إلى بعض الوقت لدرس الخطة.

وقال القيادي في حماس الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الحركة “ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج إلى بعض الوقت.”

لكن ترامب أمهل حماس الثلاثاء “ثلاثة إلى أربعة أيام” للقبول بالخطة التي بدأت تفقد الزخم الذي أحاط بها في بداية الإعلان عنها.

وكان وزير الخارجية المصري  أكد الخميس أن هناك الكثير من الثغرات اللازم سدها بخطة ترامب، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل أيام.

جاء ذلك بحسب تصريحات أدلى بها عبدالعاطي، في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، على هامش زيارته الحالية إلى باريس، وفق ما نقلته “قناة القاهرة” الإخبارية الخاصة.

وقال عبدالعاطي إن “هناك الكثير من الثغرات التي نحتاج إلى سدها في ما يتعلق بخطة ترامب.”

وأضاف أن “خطة ترامب بشأن غزة، تحتاج إلى المزيد من المناقشات حول كيفية تنفيذها، وخاصة في ما يتعلق بالحكم والترتيبات الأمنية.”

وأوضح عبدالعاطي أنه “لو كانت هناك إرادة سياسية فأعتقد أن هذه الخطة الخاصة بغزة يمكن تنفيذها على أرض الواقع لكن الأمر يتطلب مشاركة.”

وأضاف “نحن حذرون للغاية ونتحدث مع حماس الآن لمعرفة رد فعلهم على هذه الخطة بشأن بغزة (…) نحاول إقناع حماس بالرد بالإيجاب على خطة ترامب.”

بدر عبدالعاطي: هناك الكثير من الثغرات التي نحتاج إلى سدها في ما يتعلق بخطة ترامب

وجدد تأكيده أن بلاده “لن تسمح بتهجير سكان غزة تحت أيّ ظرف من الظروف.”

وفي نفس السياق أكد عبدالعاطي أنه لن يكون لحماس “أي دور” في مستقبل غزة، في الوقت الذي تتوسط فيه بلاده في الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.

وقال في مؤتمر نظمه في باريس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية “هناك اتفاق تام بيننا كعرب ومسلمين، وحتى بين أعضاء حماس أنفسهم. إنهم يدركون جيدا أنه لا دور لهم في المستقبل، وهذا واقع.”

وتنص خطة ترامب على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس والانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع وتشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب، حليف إسرائيل.

وقال عبدالعاطي “دعونا لا نمنح أيّ طرف حجة لاستخدام حماس ذريعة لارتكاب هذه المجازر اليومية العبثية بحق المدنيين.”

وأضاف “ما يحدث تجاوز بكثير أحداث 7 أكتوبر، وتجاوز بكثير الانتقام. هذا تطهير عرقي وإبادة جارية. كفى.”

وأعلن الدفاع المدني في غزة والمرافق الصحية في القطاع أن 52 شخصا على الأقل قتلوا الخميس في الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بينهم موظف في منظمة أطباء بلا حدود.

وبحسب الوزير المصري “من المهم لإسرائيل أن تعيش بسلام وأن تندمج بالكامل في المنطقة.”

وأكد “نحن أكثر من مستعدين. الجميع، السعوديون.. الجميع مستعدون للتطبيع الكامل” معتبرا أن “دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام مع إسرائيل هي الحل الوحيد للمستقبل.”

3