اهتمام متزايد بالطفولة المبكرة في المغرب
الرباط ـ شهد المغرب تطورا لافتا في مجال الطفولة المبكرة، حيث التزمت المملكة التزاما جريئا بزيادة الاستثمارات في هذا المجال، مع إيلاء اهتمام خاص بالمناطق الريفية، ما ساهم في، ارتفاع معدل الالتحاق برياض الأطفال من 45 في المئة إلى 76 في المئة.
وفي خطوة إستراتيجية تروم وضع إطار وطني موحّد لمعايير الجودة داخل دور الحضانة، وضمان رعاية شاملة للأطفال من سن 3 أشهر إلى 4 سنوات، أطلق المغرب مشروع “طفولتي” بشراكة بين الحكومة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). ويهدف المشروع إلى إرساء بيئة تربوية آمنة ومحفزة تدعم النمو السليم للأطفال وتحفظ كرامتهم، عبر تحديد المعايير والضوابط الأساسية المتعلقة بالبنية التحتية وشروط السلامة والتأطير التربوي وتكوين المربيات، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية في مجال الطفولة المبكرة.
وأكد القائمون على المبادرة أن إعداد منظومة “طفولتي” جاء نتيجة مقاربة تشاركية واسعة، اعتمدت على دراسات ميدانية واستشارات مع مهنيي القطاع، ومشاورات مع مختلف المتدخلين، حرصا على تلبية حاجيات جميع الأطفال بشكل متوازن ومنصف.
وسيتم تنزيل هذه المنظومة بشكل تدريجي عبر مختلف جهات المملكة، بما يضمن تكافؤ الفرص بين الأطفال أينما كانوا، ويعزز جودة الخدمات التربوية المقدمة في مرحلة الطفولة المبكرة، التي تُعد حجر الزاوية لبناء أجيال متعلمة ومندمجة في المجتمع.
سيتم تنزيل المنظومة الجديدة بشكل تدريجي عبر مختلف جهات المملكة، بما يضمن تكافؤ الفرص بين الأطفال أينما كانوا
تؤكد الأدلة بوضوح أهمية الاستثمار في السنوات الأولى من عمر الطفل. فالمعارف المستقاة من علوم الدماغ والبحوث الاقتصادية تبيّن أن الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة يترك آثارا على الأفراد، ويحدث تحولات ملموسة في المجتمعات والاقتصاديات.
ويراهن المشروع على أن يكون رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار في الجيل الناشئ، وتمكين الأسر من الاطمئنان على جودة الرعاية والتعليم التي يتلقاها أطفالها في سنواتهم الأولى.
ويراهن المغرب على التعليم الأولي وتنمية الطفولة وهو ما أكده ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في المغرب (يونيسف) مارك فينسنت الذي أكد أن تجربة المملكة في المجال تعد نموذجا للتشارك بفضل مجهودات الحكومة وشركائها منذ انطلق برنامج التعميم في 2018.
وفي كلمته خلال المؤتمر الدولي الثاني للتعاون جنوب جنوب حول تنمية الطفولة المبكرة (يناير 2025) أشار مارك فينسنت إلى أن 80 في المئة من الأطفال المغاربة استطاعوا ولوج التعليم الأولي، وهي نتيجة مشرفة بحسب رأيه، جاءت بفضل الالتزام السياسي للمملكة وتخصيص ميزانية للغرض.
وأبرز أن دراسات علمية أنجزت في السنوات الأخيرة توضح مدى أهمية هذه الفترة لكل طفل لأنها فترة من التطور السريع لدماغ الطفل وتحديد مدى قدرته على التواصل واللعب والتعلم منذ السنوات الأولى من الحياة.
يعتبر المغرب بلدا متوسط الدخل، وقد شهد في العقود الأخيرة تحولات كبيرة مع تقدم ملحوظ في العديد من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية. يبلغ عدد سكان المغرب حوالي 38 مليون نسمة، ثلثهم تقريبا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما.
وتم منذ سنوات تنفيذ نموذج جديد للصحة المجتمعية لتحسين فرص الحصول على خدمات صحة الأم والطفل والتغذية في المناطق الريفية، وتم وضع إستراتيجية مبتكرة للتواصل من أجل التغيير الاجتماعي والسلوكي لتحسين التغذية خلال الألف يوم الأولى من حياة الطفل.