الوصفة الواقعية للقضاء على التطرف
اجتمع مسؤولو دول عديدة في جدة لوضع خطة محكمة من أجل تحجيم، ثم القضاء على داعش. نرجو من الله ألا تكون الخطة أميركية كالعادة، فلم تجلب أميركا، بخططها وتدخلها وسياساتها واستراتيجياتها، على المنطقة سوى الدمار وزيادة التذمر والتطرف ونمو الطفيليات الإرهابية كداعش وغيرها.
لذا فالأمر يستوجب، هذه المرة، أن يعود الأمر إلى الدول العربية، لتكون لها الحظوة في وضع الخطة وإدارة تفاصيلها، بل والمضي بها لحل جميع مشاكل المنطقة، فالإرهاب ليس داعشي النكهة فحسب، بل هو إيراني وبشاري وإخواني أيضا، إلى جانب أنواع أخرى من العنف والتحريض على القتل وتسييد منطق القتل والحرب لا السلام. منذ أن تمنطق الأميركي سلاحه، وهبّ للقتال ضد التطرف ومؤشر الإرهاب يتصاعد، بل ويتقدم بنكهات أكثر قتلا وخطورة.
السبب في ذلك هو المعالجة الأميركية الغبية، فحمم السماء المتفجرة، وطائرات القتل غير المأهولة، لا تنفع وحدها دون توقف الولايات المتحدة عن صناعة الظروف من أجل سيادة منطق العنف وتغوّل آلات القتل الرسمية في العراق وسوريا. المعالجة الأميركية للوضع في العراق أنتجت لنا نظاما صفويا تابعا لإيران ينتقم من السنة ويقتل دون هوادة، وبالطبع لكل فعل ردة فعل.
ما إن انسحب الأميركي من العراق، بعد أن خرب ودمر، حتى تعاظم النفوذ المتطرف لدى الطرفين السني والشيعي، فتسيدت العصابات الشيعية الشارع في كافة أنحاء العراق لتنتقم من أعدائها باسم الحسين، ورد السنَّة على هؤلاء برايات الفاروق.
استمر الصراع ليجد السنَّة في الموصل أنفسهم وسط إهانات يومية من عصابات إيران/ المالكي، ييمّمون وجوههم شطر داعش بحثا عن الفرج، فرحبوا بالتنظيم الإرهابي ليكنس “الأوغاد الشيعة”، ويحل محلهم “الأوغاد السنة” وتبدأ الرؤوس بالتدحرج، في رسالة داعشية لكل عدو.
هل سينجح الرد بالقوة فقط على داعش؟ نعتقد أن ذلك سيفشل فشلا ذريعاً، وتنتج من داعش نسخة أخرى. الحل الناجع هو، ببساطة، إيقاف الفكر العنيف والتحريض على القتل، وإلغاء أسبابه المستجدة في المنطقة، وذلك عبر تحجيم الدور الإيراني، والقضاء على نظام بشار، وبالتوازي يعمل العرب على القضاء على الإخوان المحرضين وغيرهم، ومنع الغرب من استغلال الحركات المتطرفة كالإخوان وغيرهم من باب ابتزاز العرب.
الحل ببساطة هو فرض السلم ومحاربة الأفكار المتطرفة، فمن إخواني وصفوي ينبت التطرف والعنف، ولنا في انتماء بن لادن إلى الإخوان عبرة، وفي هروب قادة القاعدة إلى إيران بعد 2001 عبرة أخرى. الثنائي، الإخوان/ إيران هما وراء فتن هذه المنطقة، ولابد من تحالف عربي غربي للقضاء على شرورهما.
كاتب صحفي سعودي