النجاح في تربية المراهقين رهين ركيزتين أساسيتين

المرحلة الأولى من المراهقة تعد المرحلة الأصعب باعتبار أنّ المراهق يكون خلالها رافضا وثوريا ومتمرّدا.
الثلاثاء 2025/10/07
تمتيع المراهقين بالحرية ينعكس إيجابا عليهم

تونس ـ تعتبر فترة المراهقة مرحلة التغيّر الفكري والعاطفي، وفترة مهمة لتكوين شخصية المراهق، حيث يميل فيها المراهقون للتذمّر المستمر والبحث عن الاستقلاليةً في اتخاذ القرارات.

وقالت المختصّة في الأمراض النفسية ريم الجبي إن نجاح الأولياء في تربية المراهقين رهين ركيزتين أساسيتان، الأولى هي مساعدته على تمتين جذوره عبر غرس جملة من القيم الإنسانية الكونية فيه (الصدق والاحترام والإيمان بالله ) فضلا عن التزامه بالقوانين وبالحدود المتعارف عليها في كافة المجالات، أما الركيزة الثانية فهي مدّه “بأجنحة” والمقصود بها تمتيعه بالحرية في الاختيار والتعبير عن الرأي وإدارة شؤونه.

ونصحت المختصّة بضرورة التحاور مع المراهق واستشارته ومن ثمّة التوصّل إلى اتفاق معه لفض أيّ إشكال ما، الأمر الذي يشعره بقيمته ومكانته، والقطع كليّا مع توجيه أوامر له أو محاولة التحكم في قراراته بشكل أحاديّ.

وأكّدت المختصّة، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ علامات المراهقة قد تتواصل إلى سن 22 سنة أو حتّى 25 سنة لدى بعض الأشخاص، خاصّة في علاقة بعدم تحمّل المسؤولية.

وبيّنت المختصة، أنّ علامات المراهقة تختفي عادة وبصفة كلية عند بلوغ سن 22 سنة أو أقلّ بسنتين، وذلك بالتزامن مع اكتمال نموّ المخ واستعادة هرمونات الجسم لتوازنها، بينما تظهر علاماتها الأولى في المرحلة العمرية بين 9 و11 سنة.

ولفتت إلى أنّ المرحلة الأولى من المراهقة، التي تتواصل إلى حدود 15 أو 16 سنة، تعد المرحلة الأصعب وفق تقديرها، باعتبار أنّ المراهق يكون خلالها رافضا وثوريا ومتمرّدا، في حين تتراجع هذه العلامات بشكل جليّ خلال المرحلة الثانية من المراهقة.

pp

وعلى الرغم من الصعوبة التي قد يواجهها الوالدان في تربية أبنائهما خلال فترة المراهقة، إلا أن كلّ ما يحتاجان فعله هو تقديم الدّعم الكافي للمراهق حتى ينشأ كشخص ناضج ومستقلّ يستطيع تحمّل المسؤوليات بنفسه، وقادر على اتخاذ القرارات السليمة.

ويرى خبراء التربية أنه في عمر المراهقة يحتاج المراهق إلى الشعور بالاستقلالية، والخصوصية، لذلك يمكن للآباء منح أبنائهم خصوصيتهم، لكن مقابل أن يكونوا على علمٍ بما يفعلونه أو الأماكن التي يرتادونها.

ويخشى الكثير من الأهالي مناقشة الأمور الحساسة مع أبنائهم مثل الكذب أو التدخين وغيرها، وبدلاً من ذلك يناقش الأبناء هذه المواضيع مع أصدقائهم أو الأشخاص المقربين منهم، وهنا ينصح الخبراء الآباء بمناقشة هذه الأمور مع أبنائهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح.

وللتعامل مع هذه المشكلات يمكن التحدث مع المراهق عن المواضيع الحساسة بحدود، والإجابة عن أيّ أسئلةٍ تدور في ذهنه. ويمكن توضيح أضرار التدخين على صحته وحياته الاجتماعية، ومحاولة جعل الحوار سلساً دون تعصّب لكسب ثقته أثناء طرح الأسئلة عليه.

10