الميليشيات تتحدى وعيد بغداد وتواصل استهداف إقليم كردستان بالمسيّرات

وزير داخلية إقليم كردستان يؤكد على ضرورة وضع حد للهجمات التي تزعزع الاستقرار في الإقليم.
الثلاثاء 2025/07/29
استهداف النفط لتجفيف منابع الإقليم

بغداد - أصبح تكرار عمليات استهداف منشآت نفطية في إقليم كردستان العراق بطائرات مسيرة مصدر قلقل وانشغال لدى سلطات الإقليم على أمن الأخير وسلامة منشآته الاقتصادية الحيوية، خصوصا وأن الطرف الذي يقف وراء تلك الهجمات، وتوجد قناعة عامّة بأنّه ليس سوى إحدى الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، أظهر إصرارا على مواصلة عملياته المحرجة أيضا للحكومة الاتحادية العراقية بما تمثّله تلك العمليات من تحدّ لسلطاتها واختبار لقدرتها على السيطرة وضبط الوضع في مختلف أنحاء البلاد ولجم انفلات الفصائل المسلّحة.

وكشف مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي الإثنين عن قرب التوصل إلى منفذي الهجمات على الحقول النفطية في إقليم كردستان بشمال البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الأعرجي قوله، خلال مؤتمر صحفي مع وزير داخلية كردستان ريبر أحمد في أربيل، إنّ “لدى الحكومة العراقية إصرارا كبيرا للوصول إلى الجهات المتورطة في القصف من خلال اللجنة التحقيقية المكلفة، كون هذه الأعمال التخريبية تعد استهدافا مباشرا للاقتصاد الوطني، وتسيء إلى سمعة العراق.”

وأضاف “سوف نصل إلى الفاعلين الحقيقيين، ليكون مصيرهم المثول أمام القضاء لأن أمن العراق واحد ويجب أن نعمل معا من أجل حماية سيادة البلاد وأمنها،” مؤكدا أن “أي استهداف للمصالح الاقتصادية في العراق يلحق الضرر بالشعب العراقي وبمصالح الحكومة العراقية، وسيتم تشكيل لجان فنية مشتركة للوصول إلى الحقيقة.”

ومن جهته شدد وزير داخلية إقليم كردستان على “ضرورة وضع حد للهجمات التي تزعزع الاستقرار في الإقليم.”

قاسم الأعرجي: سنصل إلى الفاعلين الحقيقيين ونحاسبهم أمام القضاء
قاسم الأعرجي: سنصل إلى الفاعلين الحقيقيين ونحاسبهم أمام القضاء

وذكر أن “الاعتداءات على الحقول النفطية في الإقليم تكررت ولا بد من وضع حد لها،” معربا عن أمله في أن “تصل اللجنة التحقيقية المشتركة المشكلة مؤخرا إلى المنفذين ومن يقف وراء هذه الهجمات وتسليمهم للحكومة الاتحادية لاتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية بحقهم.”

وعقد الطرفان مشاورات أمنية مشتركة لبحث تداعيات قصف المسيرات للحقول النفطية ومصافي التكرير في مدينتي أربيل والسليمانية.

ووصل الأعرجي الإثنين إلى أربيل برفقة وفد أمني كبير، بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام كردية أن طائرتين مسيرتين سقطتا صباح الإثنين في محافظة أربيل دون وقوع خسائر بشرية.

وذكرت شبكة رووداو الإخبارية الكردية أن إحدى الطائرتين سقطت في أرض زراعية في قرية كوسور بينما سقطت الثانية في ناحية رزكاري في قضاء خبات.

واستهدفت طائرات مسيرة خلال الشهر الحالي عددا من المنشآت والحقول النفطية في محافظتي أربيل والسليمانية من دون تحديد الجهة التي قامت بهذه العمليات رغم أن الحكومة الاتحادية شكلت لجانا أمنية للتحقيق ومعرفة الجهات التي تقف وراء عمليات القصف.

ورأى خبراء أمنيون واقتصاديون وجود إرادة سياسية لاستهداف صناعة النفط في إقليم كردستان العراق بشكل ممنهج، وذلك لمنع استعادة هذه الصناعة الحيوية توازنها وهي التي تشهد أصلا تعثّرا ناتجا عن الخلافات بشأنها بين سلطات الإقليم والسلطة الاتحادية العراقية.

ويرى بعض هؤلاء أن المستهدف في الأخير هو تجربة الحكم الذاتي في كردستان العراق سعيا لحرمانها من الموارد الضرورية لاستقرارها وتواصلها، وذلك بسبب ارتياب إيران المجاورة وحلفائها المحليين العراقيين من قيادة تلك التجربة.

وكان من ضمن المنشآت المستهدفة منذ بداية موجة القصف بالطائرات المسيرة حقل نفطي تديره شركة نرويجية في منطقة زاخو القريبة من الحدود التركية في إقليم كردستان، وحقل ثان بمنطقة بيشخابور تديره الشركة ذاتها، والتي اضطرت إلى تعليق عمليات الإنتاج في الحقلين.

كما تعرض حقل نفط تابع لشركة هانت أويل الأميركية في باعدرا بقضاء شيخان لضربتين بطائرتين مسيرتين.

ولاحقا قالت جمعية الصناعة النفطية بإقليم كوردستان أبيكور، والتي تمثل ثماني شركات نفط عالمية عاملة في الإقليم بينها دي آن أو وهانت أويل، إن غالبية الشركات الأعضاء فيها، بما في ذلك تلك التي لم تُستهدف حقولها بهجمات في الفترة الأخيرة، أعلنت تعليق الإنتاج بما يزيد على مئتي ألف برميل يوميا.

ولم يتردّد مسؤول كردي، طلب عدم الكشف عن هويته، في اتهام الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل عراقية موالية لطهران وبات منضويا في القوات الحكومية، بالوقوف وراء الهجمات.

وقال لوكالة فرانس برس “نحمّل الحكومة العراقية المسؤولية لأنها تموّل قوات الحشد الشعبي التي تهاجم البنية التحتية النفطية.”

3