الملياردير المصري ناصف ساويرس يستثمر 50 مليار دولار في الولايات المتحدة
القاهرة – يسعى الملياردير المصري ناصف ساويرس إلى استثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية الأميركية، ويعمل على دمج شركاته القابضة المدرجة في بورصة أبوظبي.
وكشف ساويرس في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز نشرت الاثنين أنه سيضخ هذا المبلغ خلال العقد المقبل عبر الشركة الجديدة قيد الاندماج، وذلك بالشراكة مع صناديق استثمارية، عبر أدوات تمويل بالأسهم والائتمان.
وقال أغنى رجل في مصر بحسب فوربس، الذي يتولى إدارة الشركتين قيد الاندماج، للصحيفة “نرى أن البنية التحتية هي الفرصة الأكبر في المرحلة المقبلة، ولهذا نعيد تركيز أعمالنا بالكامل نحو هذا المجال”.
ويخطط لإدراج الهيكل الجديد في سوق أبوظبي المالي العالمي، مع شطب إدراج شركة أو.سي.أي غلوبال من بورصة يورونكست أمستردام، على أن يتم تحديد نسب تبادل الأسهم لاحقا بعد استكمال إجراءات الفحص المالي والتقييم.
وأعلنت شركتا أو.سي.أي غلوبال وأوراسكوم كونستراكشن المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية والبورصة المصرية، عن بدء مناقشات بشأن اندماج إستراتيجي محتمل لإنشاء هيكل موحد يركز على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية عالميا انطلاقا من أبوظبي.
وبحسب بيان مشترك، يهدف الاندماج إلى تأسيس منصة عالمية للبنية التحتية والاستثمار، تستفيد من خبرات أو.سي.أي غلوبال في الاستثمار وإبرام الصفقات، إلى جانب القدرات التنفيذية لأوراسكوم التي تدير مشاريع قيد التنفيذ تتجاوز قيمتها 14 مليار دولار.
وسيركز الهيكل المندمج على تعظيم القدرة الاستثمارية من خلال مزيج من التمويل المباشر والمشاركة في التشغيل والصيانة، والتوسع في أسواق رئيسية تشمل الولايات المتحدة، ودول الخليج، ومصر، وأوروبا. وتتولى الشركة تنفيذ مشاريع إستراتيجية تشمل مراكز بيانات ومطارات وشبكات طاقة ومياه في الكثير من الأسواق.
ومن المتوقع أن يوحد الاندماج المحتمل “الموارد المالية والخبرات الفنية لكل من الشركتين، تمهيدا لمرحلة نمو جديدة في قطاع البنية التحتية عالميا، في وقت يشهد فيه السوق الأميركي تحديدا طفرة في الإنفاق على هذا القطاع”، وفق البيان.
ويأتي الاندماج تتويجا لمسيرة عائلة ساويرس في قطاعات الإنشاءات والكيماويات، حيث أسس أنسي ساويرس شركة أوراسكوم في خمسينات القرن الماضي، بينما قاد ناصف التحول نحو قطاعات مثل الأسمنت والنيتروجين والميثانول، وحقق عوائد تفوق 22 مليار دولار منذ عام 1999.
ويتزامن ذلك في وقت نقل فيه ساويرس مقره الضريبي إلى أبوظبي وإيطاليا، مبتعدا عن المملكة المتحدة بعد تغييرات ضريبية أثرت على عدد من الأثرياء المقيمين هناك. وقال ساويرس في تصريحاته “شركات مثل أوراسكوم، التي تتمتع بخبرة تنفيذية واسعة، ستكون دائما أكثر فاعلية من مستثمرين يعتمدون على تحليل نظري فقط”.
لتنفيذ المخطط سيتم دمج شركتي أو.سي.أي غلوبال المدرجة في أمستردام وأوراسكوم كونستراكشن المدرجة في أبوظبي ومصر
ولدى ساويرس استثمارات أخرى تشمل حصصا في شركة الملابس الرياضية الألمانية أديداس وشركة ماديسون سكوير غاردن سبورتس، التي تمتلك فريقي نيويورك نيكس ونيويورك رينجرز.
ويضع الإعلان عن توسعات بعض المليارديرات المصريين في الأسواق المجاورة والعالمية سمعة الاستثمار في البلاد على المحك، في وقت تسعى فيه الحكومة لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لضخ الدولار في شرايين الاقتصاد.
وكان نجيب ساويرس شقيق ناصف قد دشن العام الماضي مشروعين عقاريين عملاقين، تبلغ استثمارات الأول 10 مليارات دولار في الإمارات بالتعاون مع شركة أي.دي.كيو القابضة الإماراتية. أما المشروع الثاني فيتعلق بتشييد مدينة سكنية بالعراق تسع لحوالي 120 ألف شخص وتقدر استثمارات البنية التحتية فقط بملياري دولار.
ويعني توسع كبار رجال الأعمال المصريين، خاصة العاملين في قطاعات تطرحها الدولة، وجود إشكالية في بيئة الأعمال من حيث البيروقراطية وصعوبة إنهاء التراخيص، فضلا عن أزمة سعر الصرف وشح العملات الأجنبية، وغير ذلك من إجراءات الاستثمار.