القيادة الآلية تغري لوسيد للانضمام إلى مبتكري السيارات الذكية
رغم العقبات التكنولوجية والهندسية والتنظيمية تحاول شركة لوسيد اقتحام تطوير أنظمة القيادة الآلية وتحديثها التي لا تحتاج إلى تدخل السائق، وتتطلع إلى نشر سيارات الأجرة ذاتية القيادة للاستخدام التجاري على نطاق واسع، بما يجعلها أحدث لاعب يدخل هذا السباق المليء بالمطبات.
نيويورك (الولايات المتحدة)- اتخذ السباق على المركبات الذكية بعدا جديدا مع ركوب شركة لوسيد الأميركية هذه الموجة، ولو أنها خطوة متأخرة، حينما كشفت مؤخرا عن ملامح أنظمة قيادة ذاتية جديدة لطرازاتها القادمة.
وأعلنت لوسيد المصنعة لأكثر السيارات الكهربائية تطورًا في العالم، عن تحديث رئيسي لمجموعة أنظمة مساعدة السائق المتقدمة “دريم درايف برو” لتوفير نظامي مساعدة القيادة ومساعدة تغيير المسار دون استخدام اليدين لباقة طرازاتها الحائزة على جوائز.
و”دريم درايف برو” هو ترقية اختيارية لمركبات لوسيد، ويضم تقنية ليدار، والرادار، وكاميرات الضوء المرئي، وكاميرات الرؤية المحيطية، وأجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية.
وهذا النوع من التحديثات المهمة، يُظهر مدى استشراف لوسيد لتقنياتها، ومدى تفوق المركبات المُعرّفة برمجيًا على المركبات التي لا تزال تعتمد على إمكانيات برمجية تقليدية وتوسع محدود لبعض الأنظمة. وطالما أن الأجهزة موجودة، يُمكن دائمًا تحسين البرمجيات وإضافة وظائف جديدة.
كاي ستيبر: إضافة هذه الميزات تُقدم لمحة عن المستقبل الذي نبنيه
وستتوفر التحسينات، وغيرها، كتحديث لاسلكي لمالكي سيارات لوسيد آير، والمقرر إطلاقه في نهاية يوليو الجاري، ولمالكي طراز غرافيتي في وقت لاحق من هذا العام.
ويمثل هذا تحديثًا هامًا لنظام “دريم درايف برو” من لوسيد، وخطوة أخرى نحو تطوير خارطة الطريق التكنولوجية للشركة بشكل عام لتنضم إلى شركات مثل بي.أم.دبليو ومرسيدس – بنز وريفيان.
وتلتزم الشركة بتطوير أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (أي.دي.أي.أس) وأنظمة القيادة الذاتية، حيث تواصل البناء على قدرات أجهزة “دريم درايف برو” ومجموعة برامجها الداخلية. وستتيح تحديثات “دريم درايف برو” للمستخدمين تجربة قيادة سهلة الاستخدام وبديهية دون استخدام اليدين، بالإضافة إلى إمكانية تغيير المسارات دون استخدام اليدين (مع تفعيل السائق لذراع إشارة الانعطاف) على الطرق السريعة المقسمة المتوافقة.
وصرح كاي ستيبر، نائب رئيس قسم أي.دي.أي.أس في لوسيد في بيان أوردته الشركة على منصتها على الإنترنت إن “إضافة هذه الميزات إلى ‘دريم درايف برو‘ تُقدم لمحة عن المستقبل الذي تبنيه لوسيد بالاعتماد على القدرات المذهلة لمركباتنا المُعرّفة برمجيًا.”
وأضاف “بفضل حزمة برامجنا الداخلية، ومجموعة شاملة من 32 مستشعرًا، وتحديثات اللاسلكي الدورية، لدينا خارطة طريق لمواصلة تقديم المزيد من الوظائف لمالكي سياراتنا في المستقبل.”
ومع ذلك، يجب التأكيد، كما هو الحال دائمًا، على أن أنظمة مساعدة السائق دون استخدام اليدين، حتى تلك الجيدة جدًا مثل نظام سوبر كروز ليست مؤتمتة بالكامل.
وهذه الأنظمة من المستوى الثاني التي تتطلب من السائق التركيز على الطريق أمامه ومحيطه والاستعداد للتحكم في السيارة في أيّ وقت. وما توفره جميع أنظمة المستوى الثاني المتقدمة هذه هو راحة القيادة دون استخدام اليدين على طرق معينة، مثل الطرق السريعة المغلقة وما شابه.
وحتى الآن، لا توجد أنظمة قيادة آلية حقيقية من المستوى الثالث متاحة للجمهور، إذ اقتصرت معظم الأمثلة على الاختبارات الميدانية.
في المقابل تتميز بعض سيارات الأجرة الآلية (الروبوتاكسي) أو خدمات التوصيل بالمزيد من الأتمتة ولكنها غير متاحة للشراء لمشتري السيارات العاديين.
◄ التحسينات، وغيرها، ستتوفر كتحديث لاسلكي لمالكي سيارات لوسيد آير، والمقرر إطلاقه في نهاية يوليو الجاري
ولوسيد تعمل على الاستفادة من هذا المسار، حيث أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستدخل في شراكة مع أوبر لاستخدام أكثر من 20 ألف سيارة رياضية متعددة الاستخدامات من طراز غرافيتي، المجهزة بتقنية السيارات ذاتية القيادة من شركة نورو الناشئة.
وتأتي الخطوة في أعقاب اتفاقية أوبر مع فولكسفاغن في أبريل الماضي بشأن سيارات الأجرة الآلية، والتي ستُزوّدها بشاحنات آي.دي بوز للخدمة التجارية المُخطط لها في لوس أنجلس العام المُقبل.
لكن تسويق تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة كان أصعب بكثير مما كان مُتوقعًا، نظرًا إلى ارتفاع التكاليف، واللوائح التنظيمية الصارمة، والتحقيقات الفيدرالية التي أجبرت العديد من الشركات، بما في ذلك شركة كروز التابعة لشركة جنرال موتورز، على الإغلاق.
ولا تزال شركة زوكس التابعة لمجموعة أمازون في السباق، حيث تختبر سيارة أجرة آلية دون تحكم يدوي، وتخطط لإطلاق خدمات تجارية في لاس فيغاس هذا العام.
وبعد سنوات من الوعود الفاشلة، بدأت تسلا تجربة محدودة مع 12 سيارة من طراز موديل واي الرياضية متعددة الأغراض في أوستن الشهر الماضي. وصرح رئيسها التنفيذي إيلون ماسك بأن الشركة ستوسع نطاق الخدمة بسرعة لتشمل مدنًا أميركية أخرى هذا العام.
وشهدت شركة وايمو نموًا حذرًا لسنوات، وتعمل في العديد من المدن الأميركية بحوالي 1500 سيارة. وقد قطعت مسافة 160 مليون كيلومتر من القيادة الذاتية هذا الشهر.
أوبر تختبر نموذجا لسيارة أجرة آلية لوسيد - نورو يعمل بشكل ذاتي على دائرة مغلقة في منشأة اختبار بلاس فيغاس
وأعلنت أوبر ولوسيد أن نموذجًا أوليًا لسيارة الأجرة الآلية لوسيد – نورو يعمل بالفعل بشكل ذاتي على دائرة مغلقة في منشأة اختبار نورو في لاس فيغاس.
وقال مارك وينترهوف، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة لوسيد، لرويترز “نتوسع خارج نطاق ريادتنا التقليدية في تكنولوجيا السيارات الكهربائية، ونعمل على بناء شراكات، ونتوجه الآن إلى مجالات لم نركز عليها كثيرًا في الماضي.”
وتوسّعت نورو، التي شارك في تأسيسها ويديرها مهندسون سابقون في وايمو، من تصنيع مركبات التوصيل للميل الأخير إلى توفير تقنيتها ذاتية القيادة للمركبات التجارية ومركبات الركاب.
وصرح ديف فيرجسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نورو، قائلاً “نجري محادثات نشطة للغاية بشأن المركبات الشخصية، حيث سندمج سائق نورو في المركبات التي ستُباع للمستهلكين النهائيين.”
وأوضح أن نورو ستظل في حاجة إلى التقدم بطلب للحصول على تراخيص تشغيل، رغم أنها تمتلك بعض التراخيص من عمليات التوصيل السابقة.