القمة العربية ـ الإسلامية ستحشد الدعم لقطر بعد هجوم الدوحة

من المتوقع أن يخرج اجتماع الدوحة برسائل قوية تؤكد أن قطر ليست بمفردها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
الأحد 2025/09/14
قمة الدوحة تؤسس لتضامن عربي واسلامي واسع مع قطر

الدوحة - تستضيف الدوحة غدًا الاثنين قمة طارئة لقادة الدول العربية والإسلامية، وسط توقعات بأن تشكل منصة جامعة لإظهار التضامن مع قطر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف الوفد التفاوضي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أراضيها.

وقالت حماس إن الضربة أسفرت عن مقتل خمسة من أعضائها، فيما نجا القادة المستهدفون من الهجوم. وقد دفع هذا الاعتداء دول الخليج، الحليفة للولايات المتحدة، إلى توحيد المواقف، في خطوة تعكس تصاعد التوتر مع إسرائيل، بعد اتفاقيات ابراهام التي تم توقيعها مع عدد من الدول العربية عام 2020.

وانطلقت أعمال القمة الأحد باجتماع وزراء الخارجية لإعداد مشروع قرار يعرض على القادة غدًا، حيث أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن "انعقاد القمة في ذاته رسالة جوهرها أن قطر ليست وحدها، وأن الدول العربية والإسلامية تقف إلى جوارها".

قطر في قلب المشهد

وتؤدي قطر دورًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف المتحاربة في غزة منذ نحو عامين، وقد اتهمت إسرائيل بتقويض فرص التهدئة وممارسة "إرهاب الدولة". وأكدت أن الهجوم الأخير لم يستهدف فقط قادة حماس، بل طال أيضًا أحد أفراد قوات الأمن الداخلي القطري، ما اعتُبر اعتداء مباشرًا على سيادتها وأمنها.

وفي المقابل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته تجاه قطر، مطالبا إياها بضرورة طرد مسؤولي حماس أو "تقديمهم للعدالة"، ملوحا بأن إسرائيل ستتدخل بنفسها إذا لم يحدث ذلك.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأحد، إن ممارسات إسرائيل لن توقف جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب في غزة.

وأضاف في كلمة بثها التلفزيون أن الهجوم الإسرائيلي على قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لن يؤدي إلا إلى إفشال جهود التهدئة.

تضامن إقليمي ودولي

وأثار الهجوم موجة تنديد واسعة، حيث استدعت الإمارات، وهي من أبرز الدول العربية التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل في العام 2020، نائب السفير الإسرائيلي في أبوظبي، ووصفت تصريحات نتنياهو بأنها "عدوانية"، مؤكدة أن استقرار قطر جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية.

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته عن استيائه من الهجوم، معتبرا أنه لم يخدم لا الأهداف الإسرائيلية ولا الأميركية. ووصف قطر بأنها "حليف وثيق يعمل بجد للتوسط من أجل السلام"، مؤكّدًا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيكم".

وتأتي القمة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع، بينما تشير سلطات الصحة في غزة إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين تجاوز 64 ألف قتيل. ولا تزال حماس تحتجز 48 رهينة حتى اليوم، فيما تواصل الدوحة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

مع هذه التطورات، يُتوقع أن يخرج اجتماع الدوحة برسائل قوية تؤكد أن قطر ليست بمفردها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وأن أمنها وسيادتها يمثلان خطًا أحمر بالنسبة للدول العربية والإسلامية، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط واحدة من أكثر أزماته تعقيدًا منذ عقود.