الضبابية تقرّب الذهب من كسر حاجز الأربعة آلاف دولار
لندن- يواصل الذهب تحقيق مكاسب قوية، مقتربًا من كسر حاجز الأربعة آلاف دولار للأونصة وسط تصاعد الضبابية الجيوسياسية والقلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتزايد المؤشرات حول المزيد من تخفيف القيود النقدية المشددة.
ويعكس هذا الصعود المتسارع تزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق العالمية.
وسجل الذهب مستوى قياسيا جديدا الثلاثاء بدعم من طلب استثماري قوي في ظل حالة من الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية الأوسع وتوقعات بمزيد من قرارات خفض أسعار الفائدة الأميركية.
واستقر المعدن الأصفر في المعاملات الفورية عند 3956.02 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة الثامنة إلا ربع بتوقيت غرينتش ليتداول بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3977.19 دولار الذي سجله في وقت سابق من الجلسة.
كما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر المقبل عند حوالي 3972.2 دولار للأوقية.
وقال أولي هانسن رئيس أبحاث السلع الأولية في ساكسو بنك “لا يزال الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة عاملا رئيسيا، مدفوعا بالخوف من تفويت الفرص وتراجع الثقة في الملاذات الآمنة التقليدية.”
وأوضح لوكالة رويترز أن الطلب المستمر من البنوك المركزية وانخفاض تكاليف التمويل يدعمان أيضا الذهب.
وخفف البيت الأبيض الاثنين من حدة تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن تسريح موظفي الحكومة بسبب الإغلاق الحكومي المستمر، لكنه حذر من أن فقد الوظائف قد يحدث مع استمرار المأزق.
وأدى الإغلاق الحكومي إلى تأجيل صدور مؤشرات اقتصادية رئيسية، مما دفع المستثمرين إلى الاعتماد على بيانات ثانوية غير حكومية لتقييم توقيت ومدى خفض أسعار الفائدة الأميركية.
ولا تزال الأسواق تتوقع تخفيضات إضافية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر.
وعادة ما ترتفع أسعار الذهب، الذي لا يدر عوائد، في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.
وقفزت أسعار هذا المعدن 51 في المئة منذ بداية العام وحتى الآن وسط عمليات شراء قوية من البنوك المركزية، وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
سعر الذهب سيبلغ في ديسمبر من العام المقبل 4900 دولار للأوقية ارتفاعا من 4300 دولار
وكان تراجع الدولار، وتزايد إقبال المستثمرين الأفراد الساعين للتحوط في ظل تصاعد التوتر التجاري والجيوسياسي من المحفزات التي جعلت أسعار الذهب في صعود فلكي.
وتوقع مايكل لانجفورد كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سكوربيون مينيرالز أن يصل سعر الذهب إلى 4300 دولار للأوقية خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقال إن ذلك سيحدث على الأرجح “في ظل توقعات باستمرار تراجع قيمة الدولار والوضع الاقتصادي الكلي والجيوسياسي التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب”.
ورفع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس الاثنين توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر من العام المقبل إلى 4900 دولار للأوقية، من 4300 دولار.
وأظهرت بيانات بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) أن أن البنك أضاف الذهب إلى احتياطياته في سبتمبر، وذلك للشهر الحادي عشر على التوالي.
وتجاوزت مشتريات البنوك المركزية الصافية السنوية من الذهب ألف طن سنويًا منذ عام 2022، وفقًا لشركة الاستشارات ميتالز فوكس، التي تتوقع شراء 900 طن هذا العام، أي ضعف المتوسط السنوي البالغ 457 طنًا في الفترة 2016 و2021.
ولا تعكس الأرقام الرسمية المُبلّغ عنها لصندوق النقد الدولي سوى 34 في المئة من إجمالي تقديرات طلب البنوك المركزية على الذهب لعام 2024، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
وقد ساهمت البنوك المركزية بنسبة 23 في المئة من إجمالي الطلب السنوي على الذهب في الفترة 2022 و2025، أي ضعف متوسط الحصة المسجلة خلال العقد الثاني من هذا القرن.