الشرع يراهن على دور متقدم للسعودية في إعادة إعمار سوريا
دمشق - يعتزم الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة السعودية للمشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي في الرياض هذا الأسبوع، حيث يراهن الشرع على دور متقدم للمملكة في إعادة إعمار سوريا.
وهذه الزيارة الثالثة المرتقبة للشرع إلى المملكة العربية السعودية منذ توليه السلطة في سوريا، نهاية العام الماضي، بعد الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، على إثر حرب أهلية امتدت لأربعة عشر عاما، وخلفت دمارا هائلا في البنية التحتية.
وقال مصدران مطلعان، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إنه من المقرر أن يلقي الشرع يوم الثلاثاء كلمة في الحدث، وهو مؤتمر الاستثمار الرائد في السعودية. فيما لم ترد الرئاسة السورية ولا مركز التواصل الحكومي السعودي على طلبات للتعليق بعد.
ومنذ تولي الشرع السلطة عقب الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، أجرى سلسلة من الرحلات الخارجية في وقت تسعى فيه حكومته الانتقالية إلى إعادة علاقات سوريا مع القوى العالمية التي تجنبت دمشق خلال حكم الأسد.
وتضطلع السعودية بدور رئيسي في هذه العملية. ففي مايو استضافت الرياض اجتماعا تاريخيا بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشاد بالرئيس السوري وقال إن واشنطن سترفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا للمساعدة في منح البلاد فرصة لإعادة الإعمار.
الشرع سيخاطب في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي في الرياض، مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والسياسية البارزة
وتبدي السعودية اهتماما كبيرا بمساعدة سوريا، بالنظر للأهمية الجيوسياسية لهذه الدولة في المنطقة، ويعد استقرارها أمرا حيويا على المستوى الإقليمي.
وقدر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار في سوريا بنحو 216 مليار دولار. وجاء في تقرير أصدره البنك الثلاثاء، بعنوان “تقييم الأضرار المادية وإعادة الإعمار في سوريا (2011 – 2024)، أن نحو ثلث الأصول الإنتاجية الثابتة في سوريا (مثل المصانع والمباني والآلات وشبكات الكهرباء والمياه) تضرر منذ اندلاع الحرب.
وتقدر قيمة الخسائر المادية المباشرة في البنية التحتية والمباني السكنية وغير السكنية بنحو 108 مليارات دولار.
وبيّن التقرير أن محافظات حلب وريف دمشق وحمص جاءت في صدارة المناطق الأكثر تضررا من حيث حجم الدمار.
وسيخاطب الشرع، الذي حث القوى العالمية مرارا على الإسهام في إعادة الإعمار، مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والسياسية البارزة في المؤتمر الذي سيعقد في الرياض.
ومن الشخصيات التي يتوقع حضورها هذا العام الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو، ولاري فينك من شركة بلاك روك، وجيمي ديمون من بنك جيه.بي مورغان، وجين فريزر من سيتي بنك التي أصبحت الثلاثاء الرئيس المشارك لمجلس الأعمال السعودي – الأميركي.
وسيضم أيضا شخصيات رائدة في مجال التكنولوجيا وقطاع الطاقة مثل ليب بو تان من شركة إنتل وأمين الناصر رئيس شركة أرامكو.