الشرع يبعث إشارة ببدء إعمار سوريا من حمص

الرئيس السوري يضع حجر الأساس لمشروعي "أفينو حمص" و"البوليفارد" في خطوة وصفتها السلطات بأنها تأكيد على جدية الحكومة في إعادة الإعمار.
السبت 2025/08/30
مشاريع تنموية لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية

دمشق - وضع الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، حجر الأساس لمشاريع تنموية في حمص، كما تفقد حماة وإدلب، خلال زيارات لثلاث محافظات وسط وشمال البلاد.

وتأتي هذه الزيارات في سياق جهود الحكومة الجديدة لترسيخ الاستقرار والتأكيد على بدء مرحلة جديدة من التنمية بعد عقود من حكم حزب البعث.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن الشرع وضع حجر الأساس لمشروعي "أفينو حمص" و"البوليفارد" في مدينة حمص (وسط)، في خطوة وصفتها السلطات بأنها تأكيد على جدية الحكومة في إعادة الإعمار.

كما عقد الشرع اجتماعا مع وجهاء وأعيان المحافظة، مؤكدًا أن هذه المشاريع تأتي في إطار خطط الحكومة لإعادة إعمار حمص وتحويلها إلى مدينة حديثة بمعايير عمرانية معاصرة.

ويهدف المشروعان إلى إقامة مجمعات سكنية عصرية متكاملة الخدمات، وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية مثل الطرق وشبكات المياه والكهرباء، وإنشاء مناطق تجارية وصناعية لتوفير فرص عمل واسعة لأبناء المحافظة، مع الالتزام بمعايير التصميم الحديث والحفاظ على البيئة.

وفي تصريح لتلفزيون سوريا، قال سالم أبوالسعود، محافظ حمص لشؤون الإعلام والعلاقات العامة، إن الرسالة الأساسية من زيارة الرئيس الشرع إلى حمص هي التأكيد على جدية المشاريع ودحض الشائعات التي وصفتها بـ"الوهمية"، موضحا أن قيمتها تصل إلى نحو مليار دولار لكل مشروع، وأن وضع حجر الأساس جاء بعد اكتمال التحضيرات اللازمة للانطلاق الفعلي بأعمال الحفر والبناء.

وأكد أن هذه المشاريع ستسهم مباشرة في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية عبر توفير السكن وفرص العمل، مشددا على أن جدية التنفيذ واضحة من خلال جاهزية المستثمرين والمخططات.

ويُعرف مشروع "البوليفارد" أيضًا باسم "بوليفارد النصر"، وهو مشروع عمراني ضخم تنفذه شركة "العمران العقارية" المملوكة لرجل الأعمال السوري رفاعي الحمادي يهدف ليكون منطقة حضرية متكاملة تشمل أماكن سكنية وتجارية وترفيهية، إضافة إلى حديقة عامة وسوق حديث ومرافق بنى تحتية.

ويتوقع أبوالسعود أن المشروع سيبدأ تنفيذه خلال أيام قليلة بعد استكمال جميع الاستعدادات والتدشين، مشيرا إلى أنه سيؤمن قرابة 3000 شقة سكنية، ما يسهم في حل أزمة السكن وتخفيف الضغط عن أسعار الإيجارات والعقارات.

وفي خطوة أخرى لتعزيز التنمية، جرى توقيع اتفاقية مع شركة "بيت الإباء" السعودية لتطوير مشروع عقاري كبير في منطقة كرم الشامي، قرب محطة القطار، بمساحة 270 ألف متر مربع بالتعاون مع الشركة السورية للنفط، ويتميز المشروع بأنه غير ربحي، حيث ستُوجه جميع عوائده لدعم الفئات المتضررة في المحافظة.

وأوضح أبوالسعود أن مشروعي "بوليفارد النصر" و"أفينو حمص" سيوفران ما يقارب 10 آلاف فرصة عمل، مع احتمال استقدام عمالة إضافية لتغطية الاحتياجات، خاصة مع وجود مشاريع موازية.

وأضاف أنه من المخطط إنشاء مكتب تشغيل داخل هذه المشاريع ليكون صلة وصل بين العمال والإدارة لضمان حقوقهم وتنظيم الكوادر المحلية، مع مشاركة فاعلة للمرأة في الأعمال الهندسية والإدارية وغيرها.

وأشار إلى أن محافظة حمص تواجه تحديات كبيرة في مجال العمل المهني بعد 14 عاماً من البطالة التي خلفها النظام المخلوع، إذ إن معظم الشباب في المدينة كانوا مقيدين بالحركة سابقاً، إما خوفاً من الاعتقال أو بسبب الخدمة العسكرية، ما دفع كثيرين إلى البقاء في المنازل من دون اكتساب مهارات مهنية.

ولمعالجة هذه الفجوة، تتعاون المحافظة مع المؤسسات المعنية لتوفير برامج تعليم مهني وتأهيل كوادر شبابية تفتقر إلى الخبرات العملية الكافية.

وأكد معاون محافظ حمص أن المدينة مقبلة على نقلة نوعية خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث ستتحول إلى مدينة حديثة تضم أبراجا عمرانية، ومدنا طبية ومالية وترفيهية. وأشار إلى وجود رؤية لتكون حمص مركزا صناعيا مستقبلا بفضل موقعها الجغرافي، مع مشاريع ضخمة تشمل مطارًا وميناءً جافًا، وإمكانية لتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة.

وبالإضافة إلى حمص، شملت جولة الرئيس السوري زيارتين إلى حماة وإدلب.

ففي حماة (وسط) التقى الشرع بوجهاء وأعيان المحافظة، حيث أكد على "دورهم الوطني في تعزيز الوحدة والتماسك المجتمعي ودعم مسيرة التنمية والإعمار" وفق "سانا"

وفي محطة ثالثة، أجرى الشرع زيارة لمحافظة إدلب (شمال)، وفق ما أفادت به "سانا". وبثت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية صورا أظهرت آلاف المواطنين وهم متجمعون في ساحة السبع بحرات وسط مدينة إدلب احتفاء بزيارة الشرع.

وتُعد هذه الجولات الرئاسية ذات أهمية كبيرة، حيث تُمثل إشارة واضحة إلى بدء مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في البلاد، وخاصة في المناطق التي تضررت بشكل كبير من الحرب.

وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة فصائل سورية معارضة على البلاد في 8 ديسمبر 2024، ما أنهى 61 عاما من حكم حزب البعث، بينها 53 عاما من سيطرة أسرة الأسد.