الشرع إلى نيويورك من أجل تأمين اعتراف دولي أوسع

تشدد نتنياهو يحد من تفاؤل الرئيس السوري بالاتفاقية الأمنية.
الاثنين 2025/09/22
الدعم الإقليمي يقود إلى اعتراف دولي

نيويورك - توجه الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأحد، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة هي الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ عقود.

ورافق الرئيس الشرع وفد رفيع المستوى يضم أربعة وزراء على الأقل، فيما كان سبقه وزير الخارجية أحمد الشيباني، الذي أجرى لقاءات مع مسؤولين أميركيين، كما تحدث لأول مرة أمام مجلس الأمن في الخامس والعشرين من أبريل، بعدما رفع علم بلاده الجديد في مقر الأمم المتحدة، إلى جانب أعلام 192 دولة عضوا.

ويعد الشرع أول رئيس سوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ ما يقارب ستين عاما، حيث كانت آخر مشاركة للرئيس الراحل نورالدين الأتاسي عام 1967.

ولا يزال الشرع خاضعا لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة بسبب ماضيه الجهادي، ويتعيّن عليه الحصول على استثناء خاص لكلّ مرة يسافر فيها إلى الخارج.

وتشكل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة فرصة كبيرة للرئيس الشرع لتقديم نفسه للمجتمع الدولي، وتوضيح رؤية سلطته في التعامل مع التحديات التي تواجه سوريا.

من المنتظر حدوث لقاء بين الشرع وترامب، خصوصا إذا ما نضجت المحادثات المتعلقة بالاتفاقيات الأمنية المرتقب إبرامها بين سوريا وإسرائيل

ويواجه الشرع تركة ثقيلة من الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين 2011 ونهاية العام 2024، سواء على المستوى الاقتصادي والأمني وحتى المجتمعي حيث تركت تلك الحرب ندوبا غائرة في النسيج المجتمعي للبلاد.

ويبدي المجتمع الدولي انفتاحا حذرا على السلطة السورية الجديدة، وهذا يعود إلى الوعاء الأيديولوجي الذي انبثقت من رحمه، أي هيئة تحرير الشام التي سبق وأن كانت فرعا لتنظيم القاعدة قبل الانشقاق عنه.

ويرى محللون أن المجتمع الدولي أظهر حتى الآن رغبة في منحه ثقته للسلطة الجديدة، بعد التعهدات التي أطلقتها، لكن بعض الأحداث التي شهدتها سوريا خلال الأشهر الأخيرة سواء كانت في الساحل أو في السويداء جنوب دمشق، تشكل منغصا على الشرع لإقناع المجتمع الدولي بتجاوزها.

وبحسب مصادر سورية، فإن الرئيس الشرع سيستهل زيارته إلى نيويورك بالاجتماع مع الجالية السورية في الولايات المتحدة.

ويُنتظر أن تكون هذه الزيارة التاريخية، فرصة لمناقشة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والولايات المتحدة، بما في ذلك إعادة فتح السفارة السورية رسميا في العاصمة واشنطن.

وليس من المؤكد بعد ما إذا كان سيكون هناك لقاء بين الرئيس السوري ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق وأن اجتمع معه في العاصمة السعودية الرياض في الرابع عشر من مايو الماضي.

ويرجح المحللون حدوث اللقاء، خصوصا إذا ما نضجت المحادثات المتعلقة بجملة من الملفات وفي مقدمتها الاتفاقيات الأمنية المرتقب إبرامها بين سوريا وإسرائيل، حيث يبحث ترامب، المرشح لجائزة نوبل للسلام عن إنجاز دبلوماسي يحسب له.

وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية الخميس إن “هناك تقدّما في المحادثات مع إسرائيل وستكون هناك اتفاقات متتالية قبل نهاية العام الجاري مع الجانب الإسرائيلي”.

وأشار المصدر إلى أنّها “بالدرجة الأولى اتفاقات أمنية وعسكرية”.

الشرع لا يزال خاضعا لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة بسبب ماضيه الجهادي، ويتعيّن عليه الحصول على استثناء خاص لكلّ مرة يسافر فيها إلى الخارج

وصرح الشرع لوكالة “رويترز”، في الثامن عشر من سبتمبر الحالي أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج “في الأيام المقبلة”.

وتكررت تصريحات الرئيس السوري بهذا الشأن حيث نقلت عنه صحيفة “ملييت” التركية، في التاسع عشر من سبتمبر، تأكيده بقرب الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل مشابه لاتفاق 1974، بوساطة أميركية، مشددا على أن “هذا الاتفاق لا يعني قطعا التطبيع أو ضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام”.

وتسود حالة من العداء بين سوريا وإسرائيل منذ إعلان قيام الأخيرة عام 1948، وارتبط الجانبان باتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، والتي تنص على إنشاء منطقة عازلة بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، وتخضع لمراقبة قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف)، التي تقوم بدوريات منتظمة وترفع تقاريرها إلى مجلس الأمن.

ومع سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، أعلنت إسرائيل انتهاء العمل بالاتفاقية، فاقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة في الجولان، واحتلت المزيد من الأراضي السورية. كما شنت المئات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا.

وقال الشرع في وقت سابق إنه “لا يثق في إسرائيل”، لكنه يعتبر الاتفاق معها ضرورة.

وخلال زيارته إلى نيويورك من المرتقب أن يُلقي الرئيس الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستعرض خلالها رؤيته لسوريا الجديدة، والتي تقوم على عدم استعداء الجوار، والتركيز على تفكيك أزمات الداخل.

1