الرياضة تخفف من الآثار الجانبية لعلاج السرطان

الحفاظ على نمط حياة نشط بشكل عام يساعد المرضى على إدارة علاجهم بشكل أفضل والمساهمة في جودة حياة أعلى أثناء علاج السرطان وبعده.
الأحد 2025/07/20
الرياضة تحسن جودة حياة مرضى السرطان

برلين - يؤكد الأطباء وخبراء اللياقة البدنية على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يجب أن تكون جزءا من خطة التعافي من السرطان، بعدما أظهرت نتائج الدراسات العلمية ما يمكن أن تحققه ممارسة الرياضة من تغيير جذري في علاج السرطان، إذ تُظهر أن ممارسة الرياضة تُقلل بشكل كبير من خطر تكرار الإصابة بالسرطان أو ظهور حالات جديدة، ومن خطر الوفاة أيضا.

وقالت خدمة معلومات السرطان التابعة للمركز الألماني لأبحاث السرطان إن ممارسة الرياضة قبل علاج السرطان وأثناءه وبعده يمكن أن تخفف من الآثار الجانبية لعلاج السرطان، كما أنها ترفع اللياقة البدنية وتُحسّن جودة الحياة.

وأوضحت الخدمة أن فوائد ممارسة مرضى السرطان للرياضة تتمثل في إرهاق أقل وقلق أقل، ووذمة لمفية أقل في سرطان الثدي، وتحسّن الأداء البدني وتحسّن جودة الحياة.

وعن مقدار ممارسة الرياضة، أوضحت الخدمة أنه يمكن للمصابين بالسرطان اتّباع توصيات منظمة الصحة العالمية، وهذا ينطبق على البالغين المصابين بالسرطان أو غير المصابين به.

وتتمثل التوصيات في ممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيا من التمارين المعتدلة أو75 دقيقة على الأقل أسبوعيا من التمارين الشاقة.

وعن التمارين المناسبة لمرضى السرطان، أظهرت الدراسات فعالية رياضات قوة التحمل مثل المشي وركوب الدراجات الهوائية والسباحة وتدريبات تقوية العضلات. ومن المثالي الجمع بين الاثنين، ويمكن ملاحظة زيادة في المرونة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع فقط.

وبشكل عام، تتمتع الأنشطة الحركية البسيطة مثل صعود الدرج بدلا من ركوب المصعد بتأثير إيجابي كبير على صحة مرضى السرطان.

ووجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية أن مرضى السرطان الذين شاركوا في برنامج رياضي منظم حققوا نتائج أفضل، حيث عاشوا لفترة أطول دون عودة السرطان، وانخفض لديهم خطر الوفاة.

ممارسة الرياضة يجب أن تكون عنصرًا أساسيًا في علاج السرطان، ما يساعد المرضى على عيش حياة أطول وأكثر صحة

وتشير نتائج الدراسة إلى أن ممارسة الرياضة يجب أن تكون عنصرًا أساسيًا في علاج السرطان، ما يساعد المرضى على عيش حياة أطول وأكثر صحة، ومن خلال دمج الرياضة في خطة الرعاية الخاصة بهم، يمكن لمرضى السرطان تحسين معدلات نجاتهم وتقليل خطر تكرر الإصابة بالسرطان.

وأجريت تجربة سريرية في عدة دول، وتابعت ما يقرب من 900 مريض مصاب بسرطان القولون في المرحلتين الثانية والثالثة، حيث أكمل المشاركون الجراحة والعلاج الكيميائي، وقُسّموا إلى مجموعتين: تلقت المجموعة الأولى تدريبًا رياضيا منظما مرتين شهريا خلال الأشهر الستة الأولى، ثم شهريًا لمدة ثلاث سنوات، بينما تلقت المجموعة الأخرى الرعاية المعتادة دون ممارسة رياضة.

وكانت نتائج الدراسة مذهلة، حيث انخفض خطر عودة السرطان أو الإصابة بسرطان جديد لدى المشاركين في مجموعة التمارين الرياضية بنسبة 28 في المئة، والأهم من ذلك، انخفض خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 37 في المئة خلال فترة متابعة استمرت ثماني سنوات.

كما تحسنت اللياقة الوعائية والقدرة على التحمل في مجموعة التمرين، من خلال اختبار المشي لمدة ست دقائق .

وذهبت  دراسة جديدة إلى أنه يجب على الأطباء أن يصفوا ممارسة التمارين الرياضية للمرضى الذين يعالجون من السرطان لمساعدتهم على مواجهة الآثار الجانبية للعلاجات.

وبحسب وكالة الأنباء البريطانية، وجد الخبراء أن النشاط البدني خلال العلاج يمكن أن يعزز الصحة النفسية والنوم، وأن من يمارسون التمارين الرياضية لديهم نوعية حياة ممتازة.

وشهدت الدراسة الجديدة التي نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، إجراء الخبراء مراجعة واسعة للأدلة المتاحة في هذا الصدد.

وجمع الباحثون في الصين بيانات من 80 مراجعة منهجية تحققت من الصلة بين ممارسة التمارين الرياضية وأنواع مختلفة من السرطان.

الأنشطة الحركية البسيطة مثل صعود الدرج بدلا من ركوب المصعد تتمتع بتأثير إيجابي كبير على صحة مرضى السرطان

ووجدت المراجعة أن التمارين الرياضية مقارنة بالرعاية العادية أو عدم ممارسة تمارين، قللت بشكل كبير آثارا جانبية معينة على صلة بعلاج السرطان وتلف القلب والأعصاب وتشوش الدماغ.

ويمكن أن تساعد أنواع مختلفة من التمارين الرياضية خلال تلقي علاج السرطان في إدارة اللياقة البدنية وخفض دهون الجسم وتحسين كتلته النحيلة.

كما ينظم النشاط البدني مؤشرات الصحة الرئيسية في الجسم مثل مؤشرات الأنسولين والالتهاب.

وتشير الدراسة إلى أن التمارين يمكن أن تشمل اليوغا والرياضة العامة لتعزيز جودة النوم و”التاي تشي” من أجل القلق.

ودعا الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات للمساعدة في “توضيح” أيّ نوع محدد من الرياضات يمكن أن يكون مفيدا لأنواع السرطانات المختلفة.

ويشير الباحثون إلى أن الحفاظ على نمط حياة نشط أثناء علاج السرطان يمكن أن تكون له بعض التأثيرات العميقة على نتائج العلاج والرفاهية العامة للمريض. حيث أن البقاء نشطًا جسديا يساعد في مكافحة الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج، مثل التعب أو فقدان العضلات أو تغيرات الوزن. كما يمكن أن يدعم صحة القلب والأوعية الدموية، وهو أمر مهم للغاية، بحسب الباحثين، لأن معظم علاجات السرطان يمكن أن تؤثر على القلب. فإذا كان المريض يمارس تمارين خفيفة مثل المشي أو ركوب الدراجات، فقد يساعده ذلك في تحسين الدورة الدموية، ما يساعده على تقليل خطر الإصابة بجلطات الدم أو المضاعفات الأخرى الناجمة عن العلاج.

وهذا يمكن أن يساعده أيضًا على المستوى العقلي، فالحفاظ على النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل، بحسب الخبراء، بشكل كبير من التوتر ويحسن مزاجه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقلق والاكتئاب، وهما الأكثر شيوعًا بين مرضى السرطان

كما ثبت أن ممارسة الرياضة تعمل على تحسين النوم، والذي غالبا ما يكون مضطربا أثناء العلاج.

ويرى الخبراء والباحثون أن المشاركة في أنشطة جماعية أو حتى المشي مع صديق أو أحد أفراد الأسرة يمكن أن يقلل من مشاعر العزلة، ومشاعر الوحدة، ويمكن أن يساعد في الواقع في بناء شبكة الدعم التي يحتاجها المريض خلال رحلة السرطان، وهو أمر مهم للغاية.

كما أن الحفاظ على نمط حياة نشط بشكل عام يساعد المرضى على إدارة علاجهم بشكل أفضل والمساهمة في جودة حياة أعلى أثناء علاج السرطان وبعده.

14