الركض السريع تمرين فعّال لحرق الدهون بسرعة ودعم صحة القلب

الركض السريع يعد من أفضل الطرق لحماية القلب وتحفيز الجسم على التكيف.
الأحد 2025/08/03
رياضة متكاملة

كارولينا الجنوبية (الولايات المتحدة) - تتزايد الأبحاث التي تستكشف تأثير التمارين الرياضية القصيرة والمكثفة، مثل الركض السريع، مقارنة بالتدريبات التقليدية المطوّلة، كطرق فعالة لممارسة الرياضة دون استنزاف الوقت أو الجهد.

وأوضح الخبراء أن الركض السريع، حتى لو لم تتجاوز مدته بضع دقائق، يمكن أن يكون أكثر فاعلية من ساعات التدريب الشاق في صالة الألعاب الرياضية، وخاصة من ناحية تعزيز صحة القلب وزيادة اللياقة البدنية والوقاية من التدهور العقلي المرتبط بالتقدم في السن.

وتشير البروفيسورة كاتي هيرش، خبيرة علوم التمارين الرياضية في جامعة كارولينا الجنوبية، إلى أن الركض السريع يعد من أفضل الطرق لحماية القلب وتحفيز الجسم على التكيف. وتوضح أن هذا النوع من التمرين عالي الكثافة يتضمن جهدا مكثفا ضمن مدة قصيرة (تتراوح بين 15 ثانية ودقيقة)، تتخللها فترات تعاف نشط.

ورغم أن الركض السريع ليس وسيلة سحرية لإنقاص الوزن، إلا أن الدراسات تظهر أنه يساعد على حرق الدهون بشكل أكبر أثناء الراحة مقارنة بالتمارين المستمرة منخفضة الشدة، مثل الجري لمسافات طويلة أو المشي.

الركض السريع، حتى لو لم تتجاوز مدته بضع دقائق، يمكن أن يكون أكثر فاعلية من ساعات التدريب الشاق في صالة الألعاب الرياضية

وقد ثبت أن الركض السريع، بوصفه أحد أشكال التدريب المتقطع عالي الكثافة (هيت)، يساهم في رفع الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين، وهو مقياس لقدرة الجسم على استخدام الأكسجين أثناء التمرين. وكلما ارتفع هذا المؤشر زادت كفاءة الجهاز القلبي التنفسي وانخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.

ولا تقتصر الفوائد على القلب فقط؛ بل تشمل العضلات والعظام وحتى الدماغ.

وتوضح الدكتورة هيذر فينسنت، مديرة مركز الأداء الرياضي الصحي في جامعة فلوريدا، أن التقدم في العمر غالبا ما يترافق مع فقدان تدريجي لألياف العضلات من حيث الحجم والكثافة، ما يزيد من احتمالات الإصابة بآلام الظهر والكسور وعرق النسا.

لكن الركض السريع يساعد في الحفاظ على هذه الألياف المسؤولة عن القوة والسرعة، والتي لا تُستخدم عادة في الأنشطة اليومية. وهذا يعزز خفة الحركة ونطاقها بالتزامن مع التقدم في العمر.

كما يساهم الركض السريع، بحسب فينسنت، في تقوية العظام، خصوصا في مناطق مثل العمود الفقري والوركين، من خلال الضغط المتكرر الناتج عن انقباض العضلات وارتطام القدم بالأرض.

ومع ذلك تؤكد فينسنت أن الركض السريع لا يغني عن تمارين القوة، بل يكملها في دعم حجم العضلات وكثافتها. وتشاطرها هيرش الرأي قائلة “رفع الأوزان لا يزال أفضل وسيلة لبناء العضلات، لكن الركض السريع يوفر تحفيزا عضليا أفضل من التمارين الثابتة.”

وينصح الخبيران ببدء البرنامج الرياضي تدريجيا، على أن تصل شدة الركض السريع في الأسابيع الأولى إلى نحو 70 أو 80 في المئة من أقصى جهد ممكن، حتى يتأقلم الجسم.

أما على صعيد الصحة العقلية فقد أظهرت دراسات حديثة أن الركض السريع قد يساهم في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر، مثل مرض الزهايمر. وتشير فينسنت إلى أن “زيادة تدفق الدم الناتجة عن الركض السريع تعد أحد العوامل المهمة في دعم صحة الدماغ.”

14