الحوثيون يحتجزون ممثل اليونيسف و19 موظفا أمميا بذريعة العمل التجسسي
صنعاء - يحتجز المتمردون الحوثيون ممثل اليونيسف في اليمن، البريطاني بيتر هوكينز، ضمن 20 من موظفي الأمم المتحدة، غداة اقتحامهم مجمعا تابعا للمنظمة في صنعاء التي يسيطرون عليها، على ما أفاد مسؤول أممي وكالة فرانس برس الأحد.
ويُعد هوكينز، وهو أرفع مسؤول في الأمم المتحدة يحتجزه المتمردون اليمنيون في إطار هجماتهم المتواصلة منذ نحو شهرين، دليلا إضافيا على استهداف هذه الجماعة المدعومة من إيران للجهود الأممية الهادفة للتخفيف من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال المسؤول الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه إنّ "بيتر هوكينز ضمن الـ15 موظفا دوليا المحتجزين في المجمع" الذي يعيش فيه موظفو الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 2014.
وأكد مصدران أمنيان حوثيان في صنعاء لفرانس برس أن هوكينز ضمن 15 موظفاً أجنبيا من مسؤولي الوكالات والمنظمات الأممية محتجزين داخل المجمع منذ السبت، ليكون هذا الاحتجاز استمراراً لسلسلة اعتداءات سابقة، حيث كانت الحوثيون قد احتجزوا نائبته الأردنية لانا شكري كتاو لعدة أيام الشهر الماضي قبل إطلاق سراحها.
وشغل هوكينز، البالغ 64 عاما، منصبه ممثلا لليونيسف باليمن في نوفمبر 2022، بعد أن عمل في المنصب ذاته في العراق (2015 -2019) ونيجيريا (2019-2022)، وقبل التحاقه بالأمم المتحدة في 2015، سبق له العمل في مشاريع إغاثية حكومية وغير حكومية في إثيوبيا وأفغانستان وسريلانكا.
وتحدث هوكينز الشهر الماضي عن تحديات العمل في اليمن خلال مقابلة مع موقع الأمم المتحدة، مشيرا خصوصا إلى احتجاز موظفي المنظمة، وقال إنّ "هذا يخلق حالة من عدم اليقين بشأن سلامة وأمن موظفينا".
وأفاد المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جان علم، في وقت سابق الأحد، أنّ المتمردين "يحتجزون خمسة موظفين محليين و15 موظفا دوليا داخل مجمع الأمم المتحدة" الذي اقتحمه الحوثيون السبت، مشيرا إلى أنّ الأمم المتحدة على "اتصال بالسلطات في صنعاء والدول الأعضاء المعنية وحكومة اليمن لحل هذا الوضع الخطير في أسرع وقت ممكن، وإنهاء احتجاز جميع الموظفين، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في صنعاء".
وكان المتحدث الأممي في اليمن قد أفاد وكالة فرانس برس السبت بأنّ قوات أمن تابعة للحوثيين دخلت مجمع الأمم المتحدة في صنعاء "من دون تصريح".
وكان المتمرّدون الحوثيون قد اقتحموا مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء في 31 أغسطس واحتجزوا أكثر من 11 موظفا، وفقا للأمم المتحدة.
ومذاك الحين، اعتقل المتمردون عددا آخر غير محدد من موظفي الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال مسؤول حوثي كبير لفرانس برس، إنّهم يشتبهون في أنّهم كانوا يتجسّسون لحساب الولايات المتحدة.
وفي الأشهر الأخيرة، أوقف عشرات من موظفي الأمم المتحدة في مناطق يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.
ويتهم الإعلام التابع للحوثيين وكالات الأمم المتحدة بأنها "واجهة إنسانية لأعمال تجسسية".
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك السبت، إنّ 53 موظفا أمميا محتجزون لدى الحوثيين، مضيفا "سنواصل الدعوة إلى إنهاء احتجازهم التعسفي".
وأشار إلى أنّ بعضهم انقطعت أخبارهم منذ سنوات.
والخميس، اتهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز، منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالمشاركة في "الدور التجسسي العدواني".
وقال إن بعض موظفيها أدوا دورا "في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة، واستهداف رئيس الحكومة ورفاقه".
ووصف دوجاريك هذه الاتهامات بأنها "خطرة وغير مقبولة"، مشيرا إلى أنّها "تعرّض سلامة موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني للخطر، وتقوّض عمليات الإغاثة الحيوية".
وفي منتصف سبتمبر، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية والأمم المتحدة نقل مقر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن رسميا من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى مدينة عدن.
وتتخذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مقرا في عدن بعدما سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014.
وفي 28 أغسطس 2025، قتلت ضربة نفّذتها الدولة العبرية على صنعاء رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، خلال اجتماع لهم.
والخميس، أعلن الحوثيون مقتل رئيس أركان قواتهم محمد عبدالكريم الغماري في غارة إسرائيلية، فيما أكّد الجيش الإسرائيلي لاحقا مقتله عقب الضربة التي نفّذها في أواخر أغسطس.
وأدى النزاع المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات في اليمن، أحد أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وتظهر عمليات الاحتجاز الأخيرة أن المتمردين الحوثيين يستهدفون عمدا جهود الإغاثة الدولية وسلامة العاملين فيها، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني.