الإسكندرية المسرحي الدولي يفتتح دورة محمد هنيدي بـ"المطبخ"

المهرجان استطاع رغم قلة الدعم والإمكانات أن يحجز لنفسه مكانة بارزة بين أهم المهرجانات المسرحية الدولية.
الأربعاء 2025/09/17
صراع بين الرجل والمرأة في علاقة زوجية تقليدية

الإسكندرية (مصر) - أطلق مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي “مسرح بلا إنتاج”، دورته الـ15 التي تحمل اسم النجم محمد هنيدي، والتي تواصل السير على نهج المهرجان الذي يسعى منذ تأسيسه في العام 2008 إلى تقديم تجارب مسرحية مبتكرة ما يرسّخ مكانة الإسكندرية كمنارة ثقافية وفنية على مستوى المنطقة.

وتقام فعاليات المهرجان في الفترة من 15 إلى 20 سبتمبر الجاري، تحت رعاية وزارة الثقافة، وتحت قيادة الفنان إبراهيم الفرن رئيس المهرجان، والدكتور جمال ياقوت المؤسس والرئيس الشرفي للمهرجان، والفنان إسلام وسوف مدير المهرجان.

وكان رئيس المهرجان قال إن “المهرجان يتشرف بأن يطلق اسم دورته الخامسة عشرة على اسم الفنان الكبير محمد هنيدي، تقديرا لمسيرته المضيئة وإسهاماته التي فتحت أبوابا جديدة لجيل كامل من المبدعين، فالفن الحقيقي لا يقتصر على الإضحاك أو الإبهار فحسب، بل هو قوة ناعمة تصنع الوعي وتُغيّر نظرة المجتمع لنفسه، وهذا ما جسّده هنيدي بأعماله، حيث جمع بين البساطة والعمق، وأضحك القلوب ليبقى علامة مضيئة في تاريخ المسرح والسينما المصرية والعربية.”

وتضمن برنامج حفل الافتتاح عددا من الفقرات المميزة، كما خصص لتقديم أول عروض الدورة “المطبخ”، وهو عرض مسرحي مصري يركز على الحركة الجسدية والرمز، ويرصد العلاقة الزوجية التقليدية كمساحة صراع بين السلطة والحرية.

وتدور فكرة العرض حول الزوجة الغارقة في روتين خانق داخل المطبخ، بينما يفرض الزوج حضوره المهيمن بصمتٍ ثقيل، ولكن كل شيء ينقلب حين تقتحم المشهد امرأة غريبة، عاملة جنس، تحمل معها جرأة مختلفة وحضورًا يهزّ التوازن الراكد، ووجودها يكشف المستور، ويعرّي هشاشة السلطة الزائفة، فتتبدّل قواعد اللعبة، ويتحوّل الصراع من دائرة مغلقة إلى مواجهة مفتوحة مع الرغبات والخوف والرغبة في الخلاص.

◙ المهرجان أطلق اسم دورته الخامسة عشرة على اسم الفنان الكبير محمد هنيدي تقديرا لمسيرته المضيئة وإسهاماته التي فتحت أبوابا جديدة لجيل كامل من المبدعين

و”المطبخ” ليس حكاية عابرة، بل رحلة درامية جريئة تكشف ما يحدث خلف الأبواب المغلقة: سلطة تنهار، وامرأة تبحث عن ذاتها، وشرارة صغيرة تغيّر مصيرًا كاملًا. ويضم فريق عمل العمل المسرحي الفنان محمد علي زيكا في دور الأخ، الفنان إسلام شوقي في دور الزوج، الفنانة ندى جمال في دور العاهرة، الفنانة جيسيكا هاني في دور الزوجة، مخرجين منفذين محمد رامي وأحمد كمال جدو، تنفيذ موسيقي أسامة حماد، تأليف موسيقي وإخراج وديكور أحمد علاء علي وإضاءة أحمد طارق.

وكرمت إدارة المهرجان في الافتتاح عددا من الشخصيات الفنية البارزة في عالم الفن، وهم المخرج الكبير عصام السيد، الفنان والمخرج محسن منصور، مدير المسرح الحديث، الفنان علي الجندي، مؤسس فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية، الفنان يسري حسان، الفنانة والكاتبة سامية جمال، الروائي والمؤلف المسرحي الفنان محمد سرور، المخرج ومصمم الديكور الدكتور محمود فؤاد مدير مسرح نهاد صليحة، الفنان الدكتور أحمد مجاهد، والمؤلف والأكاديمي المسرحي سامح عثمان.

ويشارك في دورة هذا العام 17 عرضا مسرحيا، بواقع 4 عروض مصرية، و13 عرضا من خارج مصر من 12 دولة غربية وعربية، كما ينظم 6 ورش مميزة ومتنوعة يقدمها مجموعة من الفنانين والمدربين أصحاب الخبرة الكبيرة في الفن الرابع.

وتتوزع الورشات إلى ماستر كلاس “الطريقة المثلى لبناء الشخصية في التمثيل والحكي” ويقدمها الفنان شريف الدسوقي، ورشة “كيفية صنع قصة من خلال الحركة” وتقدمها الفنانة نينا ترابر، ورشة “أساسيات الأداء الصوتي السليم” ويقدمها الدكتور محمد حسني، ماستر كلاس “قيم وفلسفة العلاقات البصرية في تشكيل الفراغ المسرحي” ويقدمها السينوغراف عمرو عبدالله، ورشة “الحقيقة والتلقائية” وتقدمها الفنانة مونيكا هنكن، ورشة “كتابة النص المسرحي: طرق وأساليب” ويقدمها الكاتب فهد ردة الحارثي.

وتضم لجنة تحكيم المهرجان هذا العام عددا من الشخصيات الفنية والعالمية البارزة في عالم الفن وهم المخرجة والممثلة الأميركية مونيكا هنكن رئيس لجنة التحكيم وعضوية المخرج تامر كرم، الفنان إبراهيم السمان، من مصر، الممثل والمخرج الفلسطيني، إيهاب زاهده، المخرج والسينوغراف الكويتي نصار النصار، في حين تشارك الفنانة المصرية ندا عادل بصفتها مقرر لجنة التحكيم.

وأكد الناقد الفني تامر طه مدير المركز الصحفي أن المهرجان يشهد تطورا كبيرا عاما بعد عام، منذ نشأته عام 2008 واكتسابه الصفة الدولية منذ الدورة السادسة، حيث نجح المهرجان في جذب أكثر من عشرين دولة غربية وعربية للمشاركة في دوراته حتى الدورة الحالية، ليسطر تاريخا ونجاحا غير مسبوق ويصبح أحد أهم المهرجانات المسرحية في مصر والوطن العربي.

من جانبه، أكد الفنان إسلام وسوف مدير المهرجان، أن كل دورة جديدة تمثل تحديًا أكبر من سابقتها، خاصة بعد النجاحات المتتالية التي حققها المهرجان بجهود شباب الإسكندرية المتطوعين في التنظيم، والذين يقدمون عملهم بحب وشغف كبيرين، دون انتظار أيّ مقابل، وهو ما يضفي على المهرجان طابعًا فريدا.

وأشار وسوف إلى أن المهرجان استطاع رغم قلة الدعم والإمكانات، أن يحجز لنفسه مكانة بارزة بين أهم المهرجانات المسرحية الدولية في الشرق الأوسط، قائلا “اعتدنا مواجهة العقبات منذ انطلاق الدورة الأولى وحتى اليوم، لكننا نعتبر المهرجان عيدًا سكندريًا يحتفي بالمسرح ويجمع عشاقه من مختلف أنحاء العالم على أرض عروس البحر المتوسط.”

6

 

9