استقبال شعبي مهيب لمنتخب شباب المغرب

المغرب يسير على درب عمالقة العالم.
الجمعة 2025/10/24
لحظة تاريخية

حظي منتخب المغرب للشباب، الأربعاء، باستقبال شعبي حاشد في العاصمة الرباط، احتفالا بتتويجه بلقب كأس العالم. وللمرة الأولى مغربيا وعربيا، توج منتخب "أسود الأطلس" لأقل من 20 سنة بكأس العالم في تشيلي الاثنين الماضي إثر فوزه على الأرجنتين. واحتشد الآلاف من المواطنين على طول المسار الذي مرت منه حافلة المنتخب.

الرباط - تجمهر ألوف الأشخاص الأربعاء في الرباط للاحتفال بفوز منتخب المغرب لكرة القدم بكأس العالم تحت 20 عاما، وهتفوا خلال مرور حافلة “أشبال الأطلس” وسط أجواء من الفرح العارم وأصوات أبواق الفوفوزيلا. على طول الموكب الذي جاب المدينة، لوّح حشد كبير من المشجعين الذين ارتدوا اللونين الأحمر والأخضر بالأعلام المغربية، بينما تسلق الأكثر جرأة الأسطح لرؤية اللاعبين الذين كانوا يستعرضون على متن حافلة من طابقين.

وقبل العرض، ترأس ولي عهد المغرب، الأمير مولاي الحسن، في القصر الملكي، حفلا تكريميا لأعضاء الفريق الذي منح البلاد أول لقب عالمي في كرة القدم. وقال يوسف، وهو موظف مبيعات يبلغ من العمر 34 عاما، لوكالة فرانس برس “إنه إنجاز، لقد منحونا الفرح ورفعوا علم بلدنا عاليا”. ومن شرفتها، كانت كلير غالوان، طالبة فرنسية تبلغ من العمر 19 عاما، تصوّر المشهد “لم أرَ هذا العدد من الناس في الرباط من قبل. لقد أدركت مدى حب المغاربة لكرة القدم”.

في تشيلي، فاز منتخب شباب المغرب الأحد على الأرجنتين المرشحة للقب 2 – 0 في المباراة النهائية في سانتياغو، بثنائية من ياسر الزبيري. قدم مشوارا رائعا تغلب خلاله على منتخبات قوية على غرار البرازيل وإسبانيا في دور المجموعات وفرنسا في نصف النهائي، ليصبح ثاني منتخب أفريقي بعد غانا يحرز لقب هذه البطولة.

وكتب أشرف حكيمي، مدافع باريس سان جرمان الفرنسي والمنتخب المغربي الذي بلغ نصف نهائي مونديال 2022 للكبار في قطر، الاثنين على منصة إكس “مستقبل كرتنا في أيد أمينة. أحسنتم يا أبطال العالم تحت 20 سنة!”. ويستضيف المغرب كأس الأمم الأفريقية في نهاية العام، وسيشارك في تنظيم مونديال 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

ثقافة كروية جديدة

جاء هذا الاستقبال والحفل الرسميان على شرف المنتخب المغربي تحت 20 سنة ليؤكد مكانة الإنجاز الذي حققه زملاء المتألق عثمان معما بعد دخولهم التاريخ كثاني بلد أفريقي يتوج بكأس العالم تحت 20 سنة. ويمثل هذا الحدث لحظة تاريخية تؤكد أن الرياضة باتت رافعة أساسية لترسيخ صورة المغرب كقوة صاعدة في المحافل الدولية، وأن نجاح “أشبال الأطلس” هو ثمرة رؤية واضحة تجمع بين الإعداد الجيد، والدعم المؤسساتي، والإرادة الوطنية في بلوغ القمم.

وبعدما كان الوصول إلى نهائي كأس العالم حلما بالنسبة إلى المنتخب المغربي بمختلف فئاته، فإنه يجد نفسه اليوم بطلا أمام منتخبات من حجم الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وإسبانيا. يقول محمد بلعودي الصحافي المغربي “إنجاز ليس سهلا على الإطلاق، ويستحق كل مظاهر الاحتفاء والتكريم”. ويؤكد بلعودي أن أشبال الأطلس “لم يفوزوا بالحظ أو الصدفة”، مشيرا إلى أنهم ربحوا في جميع مبارياتهم عن جدارة واستحقاق، “بفضل حسن تدبير أطوار المباريات، والذكاء في التعامل مع الفرص، والنجاعة الهجومية، إضافة إلى الروح القتالية العالية التي تميز بها اللاعبون”.

محمد وهبي، مدرب المنتخب المغربي، عبر عن فخره الكبير بعد الاستقبال الشعبي والملكي الذي تم تخصيصه لـ"الأشبال"

ويرى بلعودي أن هذا الإنجاز سيُعتبر مرجعا في تاريخ الكرة الوطنية. ويقول “لقد رفعنا سقف الطموحات أكثر مما كان متوقعا في السابق. كنا نقول إنه مجرد طموح، لكنهم خاضوا المنافسة بالثقة والإرادة اللازمة، مما أوصلهم إلى اللقب”. وذكّر بلعودي، الناطق الرسمي السابق باسم نادي الرجاء البيضاوي، بأن منتخبات المغرب لكرة القدم لعبت خلال سنة واحدة 6 نهائيات، فازت بـ4 منها، وخسرت اثنين (نهائي كأس أفريقيا لأقل من 20 سنة ونهائي كأس أفريقيا للسيدات).

ويرى المتحدث أن هذه الأرقام تُبرز أن المغرب دخل فعلا مرحلة “ثقافة الألقاب والانتصار”، وهي الثقافة “التي كانت غائبة السنوات السابقة”. ويُعد اللقب العالمي الذي حققه أشبال الأطلس في تشيلي تتويجا لمسار تصاعدي لكرة القدم المغربية، التي أثبتت حضورها القوي في مختلف الفئات السنية، بعد إنجازات المنتخب الأول في كأس العالم 2022. وبهذا الفوز، يصبح المغرب أول منتخب عربي يحرز اللقب وثاني منتخب أفريقي بعد غانا عام 2009، ويؤكد أن الكرة الأفريقية قادرة على المنافسة في أعلى المستويات العالمية.

فخره الكبير

عبر محمد وهبي، مدرب المنتخب المغربي تحت 20 سنة، عن فخره الكبير بعد الاستقبال الشعبي والملكي الذي تم تخصيصه لـ”الأشبال”، عقب تتويجهم بلقب كأس العالم للشباب في إنجاز تاريخي غير مسبوق.

وقال وهبي في تصريح إعلامي “إنه مصدر فخر لا يوصف. كنا نعلم جيدا أننا نقاتل على أرض الملعب، ونبذل كل طاقتنا من أجل بلدنا، من أجل شعبه ومن أجل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وولي العهد الأمير مولاي الحسن”، مضيفا “استقبالنا اليوم بهذا الشكل، يُظهر لنا عظمة وأهمية ما قام به اللاعبون”. وأكمل “وحقيقة أن تمثيل المغرب، وخاصة قيمه، بهذه الرغبة وهذا التضامن وهذا العزم، فأعتقد أننا أرسلنا رسالة واضحة جدا مفادها أن المغرب ليس مجرد كرة قدم، بل هو شيء أكبر من ذلك”.

1

 

11