إيران تعرض وثائق تتعلق بأسرار إسرائيل النووية للضغط على الوكالة الذرية

طهران تحاول تشويه سمعة غروسي وربط الوكالة ضمنيا بالتجسس، بهدف تبرير القيود الإيرانية المفروضة على عمل مفتشي الوكالة.
الخميس 2025/09/25
اختراق ديمونا يُشعل الحرب الاستخباراتية

طهران - بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأربعاء مشاهد لوثائق ولقطات قال إنها على صلة ببرنامج نووي لإسرائيل وهو ما لم تنف أو تؤكد وجوده يوما الدولة العبرية.

وأظهر الوثائقي نسخا من جوازات سفر تم تقديمها على أنها لعلماء إسرائيليين ومعلومات عن مواقع منشآت عسكرية حساسة، في خطوة تمثل تصعيدا غير مسبوق في الحرب الاستخباراتية بين البلدين.

كما عرض لقطات قيل إنه تم تصويرها داخل مفاعل ديمونا في جنوب إسرائيل، وهو المنشأة التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تحوي الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وفي الوثائقي، قال وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب إن إيران استخدمت معلومات تم الحصول عليها في يونيو لضرب مواقع حساسة داخل إسرائيل في ذاك الشهر.

وأشار الخطيب إلى أن الاستخبارات الإيرانية حصلت على بيانات 189 خبيرًا نوويًا ومسؤولًا عسكريًا فضلا مشاريع إسرائيلية أخرى.

وشدد على أن العديد من الأشخاص العاملين في المناطق الحساسة لدى إسرائيل تعاونوا مع إيران مقابل الحصول على مبالغ مالية.

وقبل الحرب، قال مسؤولون إيرانيون إنهم حصلوا على آلاف الوثائق الإسرائيلية السرية، بما في ذلك تفاصيل على صلة بمواقع نووية وعسكرية.

ويهدف هذا العرض العلني، وفقا للمراقبين، إلى إرسال رسالة ردع واضحة بأن المنشآت العسكرية والنووية الإسرائيلية لم تعد محصنة، وأنه بمثابة رد معنوي وسياسي مباشر على الضربات وعمليات التخريب والاغتيالات التي نُسبت إلى إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية.

ويتجاوز هدف الوثائقي الردع الأمني ليشمل التأثير على المسار الدبلوماسي النووي المعقد، حيث وظفت طهران هذا العرض الاستثنائي كوسيلة للضغط والمزايدة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فقد تضمّن الوثائقي صورا للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي وصفت بأنها شخصية، تظهره إحداها يقبّل شخصا متنكّرا بزي شخصية "ميني ماوس".

وحاولت إيران تشويه سمعة غروسي وربط الوكالة ضمنيا بالتجسس، بهدف تبرير القيود الإيرانية المفروضة على عمل مفتشي الوكالة.

ويأتي هذا الضغط بالتزامن مع توتر متزايد مع إقرار غروسي بأن المفاوضات مع إيران تمر "بمرحلة صعبة"، رغم إشارته إلى أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً.

وعلى الرغم من التوصل لاتفاق مؤخرًا مع الوكالة، أكدت إيران أن هذا الاتفاق لم يسمح للمفتشين بالوصول إلى كافة منشآتها النووية دون موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.

ويشكل الوثائقي أيضا محاولة لـ تعزيز الثقة الداخلية في قدرة أجهزة الأمن الإيرانية بعد الخسائر الأمنية التي تعرضت لها، وفي الوقت ذاته سعى لتغيير الصورة الذهنية الإسرائيلية في المنطقة، مظهرا أن دولة الاحتلال مخترقة.

ويندرج هذا التصعيد ضمن الحرب السرية المستمرة منذ سنوات بين إيران وإسرائيل، حيث تتهم طهران تل أبيب بتدبير اغتيالات وتخريب لمنشآتها، وتعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا لها.

وتستغل القيادة الإيرانية عدم إدانة الوكالة الدولية للضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآتها، لاتهامها بالتواطؤ الجزئي، مما يؤكد أن الحرب الاستخباراتية تستخدم الآن كأداة ضغط سياسي ودبلوماسي علني.