إيران المدفوعة بهاجس الاختراقات تواصل حملة اعدام "الجواسيس"

طهران تعتبر أن الهجمات الإسرائيلية ما كانت لتنجح لولا وجود شبكات تجسس داخلية تزود الدولة العبرية بالمعلومات.
الأربعاء 2025/08/06
إيران ثاني أكبر بلد في تنفيذ أحاكم الاعدام بعد الصين تواجه انتقادات دولية

طهران - نفذت إيران حكم الإعدام في حق شخص مدانٍ بالتجسس لحساب إسرائيل وتزويدها بمعلومات عن عالم نووي اغتالته الدولة العبرية في الحرب التي وقعت بين البلدين في يونيو، بحسب ما أفادت السلطة القضائية الأربعاء.

وفي الأسابيع والأشهر الأخيرة، كثّفت إيران من إعدام الأشخاص المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل، خاصةً في أعقاب تصاعد التوترات بين البلدين. ويمكن تفسير ذلك بحالة التوجس من اختراقات جديدة وأيضا محاولة من السلطات لإظهار القوة والحزم في مواجهة من تقول إنهم يعملون لصالح الدولة العبرية.

وأورد موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية أن "روزبه وادي... أُعدم عقب إتمام الاجراءات القضائية وتأكيد العقوبة الصادرة بحقه من قبل المحكمة العليا"، مشيرا الى أنه مدان بتسريب معلومات "بشأن عالم نووي تم اغتياله خلال العدوان الصهيوني الأخير"، في إشارة إلى حرب الإثني عشر يوما بين إيران وإسرائيل.

وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا، بحسب موقع ميزان، بدون مزيد من المعلومات عن تاريخ توقيفه أو الحكم عليه.

وعمل وادي في هيئة إيرانية "رئيسية وحساسة"، بحسب ميزان، ما مكنه من الوصول إلى "معلومات سرية" قام بنقلها بعد تجنيده عبر الإنترنت من قبل جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد).

وشنّت إسرائيل اعتبارا من 13 يونيو هجوما غير مسبوق على إيران طال على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية. وردّت طهران خلال الحرب بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على الدولة العبرية.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومدنية، عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين ومئات آخرين.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، تم اغتيال ما لا يقل عن عشرة علماء نوويين أثناء الحرب، بينما توعدت طهران بمحاسبة من تم توقيفهم بتهمة التعاون مع إسرائيل.

وأعلنت طهران في الأسابيع الأخيرة توقيف عدد من المتهمين بالتخابر مع الدولة العبرية وتنفيذ حكم الإعدام بمن صدرت بحقهم أحكام نهائية.

وتحتّل إيران المرتبة الثانية عالميا بعد الصين من حيث عدد حالات الإعدام المنفّذة، بحسب عدّة مجموعات حقوقية من بينها منظمة العفو الدولية.

وأعدمت السلطات الإيرانية أيضا مدانا بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والتخطيط "لعمليات إرهابية داخل إيران"، وفقا لميزان.

وتأتي هذه الإعدامات في سياق حرب غير معلنة بين إيران وإسرائيل، والتي تتضمن هجمات إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية تستهدف برامجها النووية والعسكرية، واغتيال علماء ومهندسين.

وتعتبر طهران أن هذه الهجمات ما كانت لتنجح لولا وجود شبكات تجسس داخلية تزود إسرائيل بالمعلومات. لذلك، فإن إعدام المتهمين هو وسيلة للردع، وإرسال رسالة بأن إيران ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي متعاون.

وبعد الهجمات الإسرائيلية التي كشفت عن ثغرات أمنية داخلية، تسعى إيران لإظهار قوتها وقدرتها على السيطرة على الوضع الأمني. وتُعد عمليات الإعدام هذه رسالة للداخل بأن الحكومة قوية وتسيطر على الوضع، وأنها لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها القومي.

ويستخدم النظام الإيراني تهمة "التجسس لصالح إسرائيل" بشكل واسع لتبرير حملة قمعية ضد المعارضين والنشطاء، بهدف إخماد أي حركات احتجاجية أو معارضة داخلية. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، فإن العديد من المحاكمات تكون سريعة، وتعتمد على "اعترافات" منتزعة تحت التعذيب، دون توفير محاكمة عادلة للمتهمين.

ويُعد الإعلان عن إعدام "جواسيس إسرائيليين" جزءًا من حملة إعلامية وسياسية تهدف إلى حشد الدعم الشعبي وتوجيه الغضب تجاه إسرائيل، في محاولة لتشتيت الانتباه عن المشاكل الداخلية التي تواجهها الحكومة الإيرانية.

من المهم ملاحظة أن منظمات حقوق الإنسان الدولية، مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان في إيران، انتقدت بشدة هذه الإعدامات، معتبرةً إياها جزءًا من حملة قمعية واسعة، وأن استخدام تهم "التجسس" و"الإفساد في الأرض" و"محاربة الله" هو وسيلة لإصدار أحكام بالإعدام بسرعة.