إيرادات السياحة الأردنية تقترب من كسر ذروتها التاريخية

البيانات تُظهر ارتفاعًا في الإنفاق على السياحة في الخارج خلال الأشهر التسعة من العام الحالي بنسبة 4.4 في المئة، ليبلغ 1.6 مليار دولار.
الاثنين 2025/10/13
رحلة ممتعة في أحضان الطبيعة

عمّان- تقترب السياحية الأردنية من كسر ذروة إيراداتها التاريخية المسجلة في عام 2023، بالنظر إلى النتائج المحققة في أول تسعة أشهر من العام الجاري، وذلك على الرغم من الاضطرابات الجيوسياسة في الشرق الأوسط والتوترات التجارية العالمية.

وزاد الدخل السياحي خلال الأشهر التسعة من العام الحالي بنسبة 6.8 في المئة، ليبلغ نحو 6 مليارات دولار، مقارنة بانخفاض نسبته 4.3 في المئة للفترة نفسها من العام الماضي، إذ بلغ آنذاك 5.57 مليار دولار.

ويُعزى معدو نشرة تتضمن أولية عن أداء القطاع والصادرة عن البنك المركزي الأردني هذا الارتفاع إلى زيادة عدد السياح بنسبة 14.5 في المئة خلال الفترة المذكورة على أساس سنوي.

مليارات دولار عوائد 9 أشهر من 2025، وأعلى إيرادات سجلت في 2023 بمقدار 7.4 مليار دولار

وبنهاية عام 2023 وصلت العوائد السياحية إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع ما حققه في 2019 وهو سنة الأساس التي سبقت جائحة كورونا والبالغ آنذاك 5.8 مليار دولار. وبلغ الدخل العام الماضي 7.14 مليار دولار.

وأظهرت البيانات التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ارتفاع الدخل السياحي خلال سبتمبر الماضي بنسبة 1.4 في المئة، ليبلغ 622.4 مليون دولار، مقارنة بانخفاض نسبته 8.3 في المئة ليبلغ 614 مليون دولار خلال الشهر نفسه من العام الماضي.

وبحسب الإحصائيات نما الدخل السياحي بين يناير وسبتمبر من الجنسيات الآسيوية بنسبة 36.2 في المئة والأوروبية بنسبة 29.6 في المئة والأميركية بنسبة 16.9 في المئة والعربية بنسبة 4.1 في المئة ومن الجنسيات الأخرى بنسبة 33.1 في المئة.

في المقابل رصد المركزي انخفاض الدخل السياحي من المغتربين بنسبة 0.6 في المئة على أساس سنوي، ولم يوضح البنك أسباب ذلك.

كما تُظهر البيانات ارتفاعًا في الإنفاق على السياحة في الخارج خلال الأشهر التسعة من العام الحالي بنسبة 4.4 في المئة، ليبلغ 1.6 مليار دولار، إذ سجّل شهر سبتمبر ارتفاعًا نسبته 8.2 في المئة، ليصل إلى 145.4 مليون دولار.

وتختلف نسبة مساهمة القطاع من عام إلى آخر حسب حجم الدخل الإجمالي والدخل السياحي نفسه اللذين يتأثران بعوامل اقتصادية متعددة، حيث يسهم بما يتراوح بين 13.5 و15.6 في المئة سنويا.

وتعتبر صناعة السياحة إحدى الأدوات المهمة لتنشيط عجلة النمو في الأردن، الذي يتمتع بإمكانيات كبيرة ومتميزة ومقومات فريدة ومتعددة، منسجمة مع التوجهات المعتادة للسياحة، وجاذبة لاهتمام السياح أيا كانت رغباتهم وتوجهاتهم السياحية.

نسبة مساهمة القطاع تختلف من عام إلى آخر حسب حجم الدخل الإجمالي والدخل السياحي نفسه اللذين يتأثران بعوامل متعددة

ويضم الأردن العشرات من المواقع التي تستقطب السياح الأجانب أبرزها البتراء ووادي رم وجرش والمغطس والبحر الميت.

ويعمل أكثر من 55 ألف موظف في هذا القطاع الحيوي للبلاد، التي تعتمد بشكل مفرط على المساعدات الخارجية.

واجهت السياحة الأردنية خلال العام الماضي مفارقة نمو عدد الزوار مع تقلص الإيرادات بشكل طفيف، الأمر الذي يظهر أن البلد لديه من الإمكانات على تجاوز التحديات المفاجئة رغم تداعيات الحرب في منطقة الشرق الأوسط.

وودّع القطاع العام 2024 على وقع صدمات إقليمية أدت لتراجع أعداد السياح والدخل مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، والتي امتدت آثارها على صناعة السياحة في الأردن.

وتجاوزت أعداد الزوار الدوليين الأرقام المستهدفة لأعداد الزوار في رؤية التحديث الاقتصادي لنفس العام بنسبة 13.8 في المئة.

وسعت هيئة تنشيط السياحة إلى استكشاف فرص التوسع في أسواق أخرى في أفريقيا مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا، ومن المتوقع أن يشهد البلد إقبالا مرتفعا جدا من هذه الأسواق في ظل التعاون مع الطيران الإثيوبي لتسيير برامج سياحية للأردن.

كما تخطط الهيئة للتوسع في أسواق أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية وروسيا.