إسرائيل تفرج عن 1900 معتقل فلسطيني في صفقة تبادل تنعش الأمل بالسلام

الجيش الإسرائيلي يستقبل عشرين رهينة، فيما تعتزم الدولة العبرية إبعاد 154 معتقلا فلسطينيا مُفرجا عنهم خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
الاثنين 2025/10/13
السلام يرتدي ثوب التبادل

رام الله (الاراضي الفلسطينية) - أعلنت إسرائيل أنها أطلقت سراح أكثر من 1900 سجين فلسطيني، جاء ذلك في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي يتضمن تبادلاً متزامناً للأسرى والمحتجزين بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

و يُعد هذا التبادل الضخم خطوة رئيسية نحو إنهاء أعنف حرب على الإطلاق بين إسرائيل وحركة حماس، مشكلا نقطة تحول إنسانية وسياسية بعد أشهر من القتال المدمر.

وأفاد مكتب شؤون الأسرى التابع لحركة حماس أن حافلات تقل عشرات الأسرى الفلسطينيين المحررين توجهت إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية وقطاع غزة.

ووصلت عدة حافلات تقلّ معتقلين فلسطينيين أفرجت عنهم إسرائيل مقابل الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس في وقت سابق الاثنين، إلى خان يونس جنوب قطاع غزة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وفي مشهد مماثل، وصلت في وقت سابق حافلات تقلّ دفعة أخرى من المعتقلين إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وتجمعت حشود غفيرة من الفلسطينيين لاستقبال المعتقلين والترحيب بهم، وشرع كثيرون في التكبير بينما هلَّل آخرون وصفَّروا وصفقوا وعلت حناجرهم بالهتاف، وهو ما عكس الفرحة العارمة التي عمت الأراضي الفلسطينية.

وتمّ الإفراج عن هؤلاء مقابل الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين أفرجت عنهم حركة حماس في وقت سابق الاثنين

ويأتي الإفراج بعد ساعات من إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمها 20 محتجزا إسرائيليا من قطاع غزة على دفعتين، في خطوة وصفتها بأنها "جزء من عملية إنسانية تنفذ وفق التفاهمات المبرمة بين الأطراف المعنية"

وبحسب تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 250 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، من بينهم 83 من سجن "عوفر" و167 من سجن "كتسيعوت" في صحراء النقب، إلى جانب 1718 معتقلاً من قطاع غزة جرى احتجازهم بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وقالت مصادر حقوقية إن السلطات الإسرائيلية منعت مساء الأحد، نحو 100 من أقارب الأسرى المفرج عنهم من السفر إلى الأراضي المصرية، حيث من المنتظر أن ينقل بعض المفرج عنهم ضمن ترتيبات الإبعاد المقررة.

وقال مسؤول مشارك في العملية لرويترز إن إسرائيل تعتزم إبعاد 154 معتقلا فلسطينيا مُفرجا عنهم خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وفي بيان صدر الاثنين، أكدت كتائب القسام التزامها ببنود الاتفاق والجداول الزمنية المرتبطة به طالما التزمت إسرائيل به.

وقالت في البيان "فشل العدو في استعادة أسراه بالضغط العسكري، رغم تفوقه الاستخباري وفائض القوة التي يملكها، وها هو يخضع ويستعيد أسراه من خلال صفقة تبادلٍ؛ كما وعدت المقاومة منذ البداية"، وهو ما يُبرز رسالة المقاومة بأن الضغط العسكري لم يكن كافيا لتحقيق الأهداف.

واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 251 رهينة.

ووفقا للسلطات المحلية في غزة، دمرت الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية غزة وقُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، مما يوضح الخلفية المأساوية التي أدت إلى هذه التفاهمات الإنسانية.

ويزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة لمناقشة الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة وخطط ما بعد الحرب مع قادة آخرين.

ومن المتوقع تدفق مساعدات إنسانية إلى غزة المنكوبة بالمجاعة، حيث تشرد مئات الآلاف، مما يشير إلى البعد الإنساني المصاحب للتهدئة.

 وفي حين تظل هناك أسئلة كبرى بشأن مستقبل حماس وغزة، فإن تبادل الرهائن والسجناء يمثل خطوة رئيسية نحو إنهاء أعنف حرب.

ويتوقف التقدم نحو سلام دائم الآن على الالتزامات العالمية التي ربما تتناولها قمة تُعقد في وقت لاحق من اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري، ويشارك فيها أكثر من 20 من قادة العالم على رأسهم ترامب.

 ولا يزال من الممكن حدوث الكثير من المشاكل، إذ لم يتم الاتفاق بعد على خطوات أخرى في خطة ترامب المكونة من 20 بندا. وتشمل هذه القضايا كيفية حكم قطاع غزة المدمر بعد انتهاء الحرب، والمصير النهائي لحركة حماس، التي رفضت مطالب إسرائيل بنزع سلاحها، مما يؤكد أن التبادل هو مجرد خطوة أولى نحو مستقبل غامض ومعقد.