إسرائيل تعلق المساعدات الإنسانية إلى غزة
غزة- علقت إسرائيل، الأحد، دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزّة المُحاصر، في قرار ينقض ما تم الاتفاق عليه بشأن وقف إطلاق النار.
ويشكل القرار نكسة لسكان القطاع وللمؤسسات الدولية العاملة في المجال الإغاثي، والتي سبق أن اعتبرت أن إدخال الإمدادات إلى غزة يجري دون المستوى المطلوب، في ظل رفض إسرائيل فتح جميع المعابر.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه “عُلّق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، عقب انتهاك حماس الفاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.”
ويرى متابعون أن قرار تعليق المساعدات الإنسانية يندرج في سياق الضغوط التي تمارسها إسرائيل على حماس، والتي اتخذت منحى خطيرا الأحد بشن غارات جوية على جنوب غزة ووسطها، أسفرت عن سقوط قتلى.
الغارات الإسرائيلية على غزة تعيد للأذهان الضربات التي شنتها إسرائيل ردا على ما اعتبرته انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار مع حزب الله في أواخر 2024
وهذا التصعيد الأخطر منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر الجاري، ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن سلسلة من الضربات على غزة الأحد ردا على هجمات استهدفت قواته، فيما ذكر سكان في غزة ومسؤولون في قطاع الصحة أن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران الدبابات في أنحاء القطاع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم امرأة على الأقل.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش بالرد بقوة على ما وصفه بانتهاكات حركة حماس لوقف إطلاق النار.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن مسلحين في منطقة رفح فتحوا النار على جنوده وأطلقوا صاروخا مضادا للدبابات.
وقالت كتائب القسام، جناح حماس العسكري، في بيان “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري.”
وشددت كتائب القسام على الالتزام الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق غزة.
ومع تدهور الوضع الميداني سارعت عائلات فلسطينية إلى شراء المستلزمات من سوق رئيسية في مخيم النصيرات خوفا من انهيار الهدنة، بينما غادرت أخرى منازلها في خان يونس جنوبا، بعدما استهدفت الغارات الجوية مناطق قريبة منها.
وتعيد هذه الغارات للأذهان الضربات التي شنتها إسرائيل ردا على ما اعتبرته انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني في أواخر 2024، وهي الهدنة التي لا تزال صامدة إلى حد بعيد منذ ذلك الحين.
ولا تزال هناك عوائق جسيمة تعترض طريق إحلال السلام الدائم في غزة، حيث انهار وقف سابق لإطلاق النار في مارس بعد هدوء نسبي استمر شهرين تقريبا، حين شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الجديد حيز التنفيذ في 11 أكتوبر وأنهى حربا استمرت عامين، لكن الحكومة الإسرائيلية وحماس تتبادلان منذ أيام الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
قرار تعليق المساعدات يندرج في سياق الضغوط التي تمارسها إسرائيل على حماس، والتي اتخذت منحى خطيرا بشن غارات جوية على جنوب غزة ووسطها
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سيحدد بعلامات واضحة، وإن أي خرق لهذا الاتفاق أو محاولة لعبور الخط سيُواجَهان بإطلاق النار.
وأصدرت حماس بيانا يشرح بالتفصيل ما قالت إنه سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل، وذكرت أن هذه الانتهاكات أدت إلى مقتل 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.
وقالت إسرائيل السبت إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا، وإن إعادة فتحه مرهونة بوفاء حماس بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن القتلى. وأفرجت حماس الأسبوع الماضي عن جميع الرهائن الأحياء العشرين الذين كانت تحتجزهم، وفي الأيام التالية سلمت 12 من أصل 28 جثة لرهائن قتلى.
وتشدد الحركة على أنه ليست لها أي مصلحة في الاحتفاظ بجثث باقي الرهائن وإن هناك حاجة إلى معدات خاصة لانتشال الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وظل معبر رفح مغلقا إلى حد بعيد منذ مايو 2024. وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضا على زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع، حيث قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس إن مئات الآلاف من السكان متضررون من المجاعة بالفعل.
وكان المعبر قناة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال هدن سابقة.
وعلى الرغم من زيادة تدفق المساعدات بشدة عبر معبر آخر منذ بدء وقف إطلاق النار، فإن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات.