إسرائيل تجهز قوائم الأسرى الفلسطينيين وخرائط الانسحاب من غزة
القدس – انتقلت إسرائيل إلى مرحلة الاستعداد العملي لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في أعقاب موافقة حركة حماس على المقترح.
وجاءت هذه الخطوة، مترافقة مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، مما يشير إلى أن الطريق نحو الهدنة النهائية لا يزال محفوفا بالتعقيدات والتناقضات الميدانية.
وكشفت القناة 12 العبرية اليوم السبت عن تفاصيل الاستعدادات الإسرائيلية لتسريع المفاوضات مع حماس، حيث يعدّ مسؤولو الأمن في إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق.
وأشارت القناة إلى أن التحدي السياسي يكمن في أن إسرائيل خططت لعقد هذه المفاوضات لإبرام الاتفاق تحت وطأة القصف، مشيرة إلى أنه مع حلول المساء، سنعرف رد فعل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على قرار وقف عملية احتلال قطاع غزة الآن.
وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن فريقا مشتركا يضم جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي والموساد يعمل حاليا على صياغة قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم عند إطلاق سراح الرهائن.
وتأتي هذه الجهود في ظل وجود بنود في مبادرة ترامب تضمنت الإفراج عن 250 سجينا مؤبدا، وهو ما يعني عمليا بقاء عدد قليل فقط من أصحاب المؤبدات في السجون الإسرائيلية.
بالتوازي مع ذلك، تعمل فرق متخصصة على صياغة خرائط الانسحاب الدقيقة، التي ستُعرض خلال المفاوضات القادمة بناء على رؤية خطة ترامب.
على المستوى العسكري، أفادت وسائل إعلام عبرية فجر اليوم السبت بأن القتال الفعلي في غزة توقف الليلة بأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، لم يكن هذا الهدوء شاملا أو مستداما في كل الأماكن.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، إيال زامير، عقد اجتماعا خاصا لتقييم الوضع ليلا في ضوء التطورات،
وقال المتحدث إنه "بناء على توجيهات القيادة السياسية، أصدر رئيس الأركان توجيهاته برفع الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن.
وأكد مكتب نتنياهو لاحقاً أن تل أبيب، في ضوء رد حماس، تستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الأسرى.
وأضاف المكتب "سنواصل العمل بتعاون كامل مع الرئيس ترامب وفريقه لإنهاء الحرب وفقا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والتي تتوافق مع رؤية الرئيس ترامب".
رغم التفاؤل الحذر الذي عكسته التصريحات الرسمية الإسرائيلية وموافقة حماس، فإن الواقع الميداني في غزة ظل دمويا.
وأفاد الدفاع المدني في غزة السبت بشن إسرائيل عشرات الضربات الجوية على مدينة غزة خلال الليل رغم دعوة الرئيس ترامب إلى وقف القصف.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "ليلة عنيفة جدا نفذ خلالها الاحتلال عشرات الغارات والقصف المدفعي على مدينة غزة وبعض المناطق في القطاع رغم دعوة الرئيس ترامب لوقف القصف" مشيرا إلى أن "الاحتلال دمر أكثر من 20 منزلا ومبنى في غزة الليلة الماضية".
وأضاف بصل "الوضع خطير جدا في مدينة غزة" في شمال القطاع موضحا "يوجد شهداء ومصابون لا نستطيع الوصول إليهم بسبب وجود الدبابات والقصف المستمر".
وجاء في بيان للمستشفى المعمداني في مدينة غزة "استقبلنا 4 شهداء وعددا من المصابين جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي التفاح في شمال شرق مدينة غزة".
أما مستشفى ناصر في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة فأشار إلى نقل جثتي طفلين و8 جرحى "جراء قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمال غرب مدينة خان يونس".
وجاءت تصريحات الرئيس ترامب لتعزز زخم الدفع نحو السلام، حيث أعلن في رده على قرار حماس بقبول مقترحه لوقف الحرب أن الحركة "مستعدة لسلام دائم" على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا".
وكانت حركة حماس قد أعلنت الجمعة استعدادها لبدء مفاوضات فورية بغية الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب في إطار خطة ترامب.
ولكن، وبالرغم من الترحيب الإسرائيلي بالاستعداد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من إطلاق الرهائن، فإن الخلافات الجوهرية حول مستقبل القطاع لا تزال قائمة وواضحة.
ولم تتطرق حماس في ردها على مسألة نزع سلاحها الواردة في خطة ترامب، كما لم تُشر إلى خروج مقاتليها من القطاع إلى دول أخرى، وهما نقطتان أساسيتان في الخطة الأميركية.
وهذا التخطي المقصود يترك مستقبلا غامضا للاتفاق، ويشير إلى أن المفاوضات القادمة ستواجه تحديات كبرى لضمان التزام جميع الأطراف بما يفوق المرحلة الأولى المتعلقة بالرهائن والأسماء.