إسرائيل تباغت حزب الله بتوغل بري يستهدف مواقعه بجنوب لبنان

التصعيد العسكري يأتي بعد زيارة المبعوث الأميركي لبيروت، التي لم تحقق أي اختراق دبلوماسي بشأن نزع سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل.
الأربعاء 2025/07/09
عملية برية محدودة تدمر بنى عسكرية

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء عن خوض عمليات برية "خاصة ومركزة" في جنوب لبنان هدفها المعلن تدمير بنى تحتية تابعة لحزب الله، على ما أفاد المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي.

ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد أيام من زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك لبيروت، التي لم تُحقق أي اختراق دبلوماسي ملموس بشأن نزع سلاح حزب الله والانسحاب الإسرائيلي.

وأورد الناطق على منصة إكس "بناء على معلومات استخبارية ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان، توجه الجنود لتنفيذ عمليات خاصة ومركزة بهدف تدميرها ومنع إعادة تموضع حزب الله في المنطقة".

وأرفق أردعي منشوره بعدة فيديوهات ليلية لجنوب لبنان ومنها لجنود يتوغلون راجلين، أحدها بعنوان "عملية ليلية مُركزة نفذها لواء عوديد (9) في جنوب لبنان".

ولم يوضح الجيش الإسرائيلي ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها عمليات برية داخل لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل حيز التنفيذ في نوفمبر.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان له، أنه "في إطار عملية أخرى، عثرت القوات على وسائل قتالية تم إخفاؤها في منطقة وعرة بالقرب من (بلدة) لبونة ومنها قاذفة متعددة فتحات الإطلاق ورشاش ثقيل وعشرات العبوات الناسفة".

وذكر البيان أن قواته "ضبطت ودمرت المعدات العسكرية والوسائل القتالية التي تم العثور عليها في تلك المنطقة"، كما "عثر في المنطقة على بناية تحت الأرض كانت تستخدم لتخزين الوسائل القتالية، فتم تدمير هذه البنية التحتية بإمكانيات هندسية".

ولم يعلق حزب الله أو الحكومة اللبنانية على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي.

تُشدد إسرائيل على أنها ستواصل ضرباتها "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب الذي تطالب بنزع سلاحه بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي كبدته خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية

وفي تصعيد منفصل، شنت إسرائيل، الثلاثاء، غارة هي الأولى من نوعها في شمال لبنان، قالت إنها استهدفت عناصر من حماس، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين في قصف سيارة قرب مدينة طرابلس.

ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل من الجنوب) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).

كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق سيطرت عليها خلال الحرب، لكن اسرائيل ما زالت تحتل خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

تُشكل هذه العمليات البرية تطورا لافتا، خاصة وأنها تأتي بعد انتهاء زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك الثانية إلى العاصمة اللبنانية بيروت دون تحقيق أي اختراق فعلي.

فلم تُصدّق بيروت على ورقة مقترحات أميركية سلّمها باراك، في 19 يونيو الماضي، وتتضمن نزع سلاح حزب الله، بل قدّمت "أفكارا للحل"، سترد عليها واشنطن لاحقا، ليبقى الموقف اللبناني الرسمي ضبابيا.

وأشار موقع "واي نت" العبري إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي بنشاط بري داخل لبنان، فيما وصف موقع "والاه" العبري بيان الجيش حول "عملية برية في جنوب لبنان" بأنه استثنائي وغير عادي.

واعتبرت صحيفة معاريف عبر موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي هدّد فيه نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في لقاء تلفزيوني الثلاثاء ، بأن التنظيم قد يهاجم إسرائيل ردا على الغارات المتكررة التي تنفذها في لبنان خلال الأشهر الأخيرة، فإن الجيش الإسرائيلي هو من يواصل حاليا الهجمات على لبنان.

وفي 8 أكتوبر 2023، بدأ حزب الله باستهداف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية قرب حدود جنوب لبنان، في إطار ما سماه عمليات إسناد المقاومة في غزة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية.

وفي 23 سبتمبر 2024، شنت إسرائيل عدوانا واسعا على لبنان تخلله قصف مكثف وتوغل بري لاحقا، ما أسفر عن مقتل عن أكثر من 4 آلاف. وخلال الحرب اغتالت إسرائيل معظم قيادات الصف الأول في حزب الله، لتنتهي الحرب باتفاق تهدئة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يلتزم به ويواصل خرقه بشكل شبه يومي.

ومنذ انتهاء الحرب، تتزايد الضغوط الأميركية على بيروت لنزع سلاح "حزب الله"، وهو أبرز مطلب في ورقة باراك، الذي زار بيروت الاثنين والثلاثاء.