أول عملية اغتيال سياسي تعيد شبح العنف الطائفي قبل الانتخابات العراقية
بغداد - قُتل عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح للانتخابات البرلمانية عن "تحالف السيادة"، صفاء المشهداني، فجر اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة لاصقة وُضعت في سيارته أثناء تواجده داخلها، وذلك في منطقة الطارمية شمالي العاصمة العراقية.
ويعد هذا الحادث الدموي أول عملية استهداف لمرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة خلال الحملة الانتخابية، وهو ما يعيد الأجواء المشحونة إلى أيام العنف الطائفي بعد فترة من الاستقرار الأمني والسياسي النسبي الذي شهده العراق.
يمثل هذا الاغتيال تحديا مباشرا للأمن وجهود بناء الدولة، لا سيما مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025.
وكشف شاهد عيان وهو قريب الضحية عن تفاصيل الحادثة، لشبكة رووداو الكردية العراقية الأربعاء قائلا "يوم أمس (الثلاثاء) كانوا في بغداد ودخلوا الطارمية في الساعة الثانية فجرا، وانفجرت بهم العبوة الناسفة".
ويُعد فارس المشهداني المرشح رقم 26 على قائمة تحالف السيادة، وهو تحالف سني يرأسه خميس الخنجر، مما يضفي على الحادث بعدا سياسيا وطائفيا مقلقا.
وأوضح شاهد عيان ويدعى فراس المشهداني أن "المرشح صفاء المشهداني لم يستطع الخروج من السيارة بعد اندلاع النيران فيها"، مشيرا إلى أن أربعة أشخاص كانوا برفقته في السيارة وأصيبوا بجروح متفاوتة. ونوّه شاهد العيان إلى أن العبوة الناسفة "كانت مزروعة تحت السيارة".
وسبق أن تعرض المرشح المشهداني سبق للاستهداف سابقا، حيث "بترت ساقه جراء ذلك الاستهداف الأول"، الأمر الذي يشير إلى أن عملية الاغتيال الأخيرة لم تكن مجرد حادث عابر بل جاءت بعد محاولات سابقة.
ووصف فراس المشهداني المرشح المغدور بأنه "كان رجلا شريفا ونزيها، ووقف مع أهالي الطارمية وأعاد الحق إليهم"، مما يعكس مكانته الاجتماعية ودوره في المنطقة.
وأصدرت قيادة عمليات بغداد بيانا حول الحادث، مؤكدة أن "بعد منتصف ليلة 15 أكتوبر 2025 انفجرت عبوة لاصقة موضوعة أسفل عجلة نوع (تاهو) عائدة إلى عضو مجلس محافظة بغداد صفاء حسين ياسين المشهداني المرشح للإنتخابات النيابية القادمة في منطقة حي الضباط ضمن قضاء الطارمية شمالي العاصمة".
وأضافت أن الحادث "أدى الى استشهاده واصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة كانوا معه بداخل العجلة، وعلى الفور وبتوجيه ومتابعة من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة تم تشكيل فريق عمل جنائي فني مشترك ولجنة تحقيقية عليا بإشراف مباشر من الفريق الدرع الركن قائد عمليات بغداد لمعرفة ملابسات الحادث".
ودعا رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني صباح الأربعاء، الحكومة العراقية والجهات الأمنية إلى ضرورة القيام بالإجراءات التحقيقية اللازمة وتشكيل لجنة تتولى التحقيق في الجريمة البشعة التي استهدفت المرشح صفاء المشهداني عن تحالف سيادة الوطني-تشريع.
وقال المشهداني إن "اغتيال المرشح لانتخابات البرلمان العراقي واثنين من مرافقيه يعد عملاً إرهابياً جباناً أراد النيل من رجال الموقف والكلمة والمبدأ".
وشدد على الحكومة بضرورة "معرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم". وأضاف أن "سيقوم البرلمان من جهته بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث الإرهابي، الذي استهدف شخصية وطنية واجتماعية، وتقديم كل المتورطين إلى القضاء"، مما يعكس الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بالقضية.
وتقاطرت عبارات التعزية من قبل العديد من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استرجع أنصار المشهداني مواقفه الثابتة ضد المجموعات المسلحة في العراق، مما يشير إلى أن الاغتيال مرتبط بخلفيات سياسية وأمنية سابقة.
كما شارك آخرون ما قالوا إنه آخر ظهور تلفزيوني للمشهداني، حيث انتقد فيه "تهجير أهالي جرف الصخر من المنطقة، ومنع عودتهم إلى منازلهم".
ويضع مقتل المشهداني العملية الانتخابية تحت ضغط أمني وسياسي غير مسبوق، ويؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الأمن وتفكيك الخلايا التي تهدد الاستقرار قبيل موعد الاقتراع.