"أسئلة السينما الأبدية" رحلة شيقة تكشف أسرار المخرجين ورؤاهم
بغداد - يغوص كتاب “أسئلة السينما الأبدية – محاورات الفكرة والمعنى” في أسرار صناعة السينما من خلال شهادات لمخرجين عالميين مختلفي الانتماءات الفكرية والفنية.
والكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار كوديا في بغداد بترجمة وتقديم السينمائي علي كامل، عبارة عن مجموعة من المقابلات الصحفية التي أجراها الناقد وكاتب السيناريو والمخرج الفرنسي لوران تيرار مع عشرين مخرجاً عالمياً ينتمون إلى أجيال مختلفة وتيارات فنية متمايزة.
ويضم الكتاب خمسة أقسام تتوزع على ثمانية محاور، إضافة إلى مقدمتي المترجم والمؤلف وخاتمة مخصصة للمخرج الفرنسي جان لوك غودار تحت عنوان “الحداثة والابتكار”.
ويقع الكتاب في 416 صفحة من الحجم المتوسط، وهو رحلة شيقة تكشف أسرار ورؤى وأفكار وأساليب المخرجين السينمائيين، ويمثل إطلالة من داخل عملية صناعة الأفلام. ولعل أهم ميزة في الكتاب أنه موجه إلى القارئ المختص، وفي الوقت ذاته موجه إلى القارئ العادي ليجد فيه التجارب السينمائية المتنوعة والأسرار المرتبطة بصناعتها.
وفي الغلاف الأخير كتب الناشر “سعى علي كامل إلى ملامسة الأسرار الخفية لتجارب سينمائية ترسخ حضورها بجدارة في عالم الفيلم، فمن خلال سياحة مفتوحة الآفاق استطاع المترجم أن يثبت لنا أن ذروة السينما الأصيلة تبدأ من شرارة الشغف الجارف في التشرب بروحانية الوجود والإنسان، لا كما يراها بعض ضيقي الرؤية على أنها تحنيط على مقاعد دراسية لم تثمر سوى تقانة موجهة وأفكار مقننة.”
وتخصص تيرار، المولود في روبيه شمال فرنسا، في المجال السينمائي بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة. وغادر إلى هوليوود، وعمل في شركة “وارنر” ثم صحافيا في مجلة “أستوديو”، قبل أن يصبح كاتب سيناريو في التلفزيون ثم في السينما. ونقل إلى الشاشة الكبيرة مغامرات قصص الشرائط المصورة “أستريكس وأوبليكس”.
ولوران تيرار هو مخرج فيلم “لو بوتي نيكولا” الصادر عام 2009، والذي حقق نجاحا في شباك التذاكر الفرنسي والعالمي أيضا، وهو أكثر عمل حقق نجاحا لتيرار، إذ تجاوز عدد مشاهديه خمسة ملايين في فرنسا ومليونين في مختلف أنحاء العالم.
وأصيب المخرج الشهير بالسرطان عام 2012، وخضع لعملية زرع نخاع عظمي، لكنّه واجه تداعيات سلبية في “بشرته ورئتيه وكبده وأمعائه،” حسب توضيحه عام 2020.
وقال مدير أعماله في بيان “توفي تيرار الخميس 5 سبتمبر 2024 في باريس، عن عمر ناهز 57 عاما، بعدما قاد بشجاعة كبيرة معركة طويلة ضد المرض.”