أرامكو السعودية توسع محفظة أصولها في قطاع التكرير

أرامكو تسعى إلى تعزيز قدرتها على تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات المكررة، وزيادة تكامل أعمالها من المنبع إلى المصب.
الخميس 2025/10/09
موظفون في إحدى منشآت بترو رابغ

الظهران (السعودية) – تواصل شركة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة العالمي، تنفيذ إستراتيجيتها التوسعية الهادفة إلى تعزيز مكانتها في سلسلة القيمة الهيدروكربونية، عبر التوسع في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.

وفي هذا الإطار، عززت الشركة خطواتها لتوسيع محفظة أصولها في قطاع التكرير، من خلال الاستحواذ على حصة إضافية في شركة رابغ للتكرير والبتروكيمياويات (بترو رابغ).

ويأتي التوسع في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة العالمي تحولات متسارعة، تدفع الشركات الكبرى إلى تنويع استثماراتها وتأمين قنوات توزيع أكثر مرونة وربحية.

وتسعى أرامكو، من خلال هذه الخطوات، إلى تعزيز قدرتها على تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات المكررة، وزيادة تكامل أعمالها من المنبع إلى المصب، بما يدعم استقرارها المالي واستدامة نموها في المدى الطويل.

حسين القحطاني: بترو رابغ ركيزة محورية في التكرير والكيميائيات
حسين القحطاني: بترو رابغ ركيزة محورية في التكرير والكيميائيات

وأعلنت الشركة الخميس، عن استحواذها على حصة أخرى قدرها 22.5 في المئة في بترو رابغ من شركة سوميتومو كيميكال (سوميتومو)، مقابل 702 مليون دولار، أي ما يعادل 1.87 دولار للسهم الواحد.

وبهذا الاتفاق، تصبح أرامكو، أكبر مساهم في بترورابغ بحصة ملكية تبلغ حوالي 60 في المئة، بينما تحتفظ سوميتومو بحصة ملكية تبلغ 15 في المئة.

وتعكس الصفقة التزام الشركة تجاه شركائها وشركاتها التابعة ضمن سعيها الدؤوب للمضي قدمًا في إستراتيجية التكرير والكيمياويات والتسويق، التي تُعزز توليد القيمة وتكامل الأعمال، وتنويع محفظة الاستثمارات.

كما أنها تعزز من قدرتها على دعم برنامج التحوّل الذي يجري تنفيذه حاليًا في بترو رابغ، الذي يتضمن تحديثات مُستهدفة للأصول لتحسين إنتاجية المنتجات ذات الهوامش الربحية العالية، وتعزيز موثوقية المنشأة.

وأوضح النائب الأعلى للرئيس للوقود في أرامكو حسين بن علي القحطاني أن بترو رابغ تُعدُّ ركيزة محورية في قطاع التكرير والكيمياويات والتسويق في البلد الخليجي.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى القحطاني قوله “يجسّد هذا الاستثمار الإضافي من أرامكو ثقتنا القوية في آفاقها المستقبلية على المدى الطويل، ويؤكد تركيزنا على التوسّع في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق وتوليد القيمة.”

وأبدى تطلع أرامكو إلى استكشاف سُبل التكامل الوثيق مع شركة بترو رابغ، بهدف إفساح المجال لفرص جديدة، ودعم أهداف التحوّل الأوسع نطاقًا لشركة بترورابغ، والتي تشمل تحسين مزيج المنتجات، وتعزيز موثوقية الأصول، وتحسين العمليات.

وبصفتها جزءًا من الصفقة التي أُعلن عنها لأول مرة في أغسطس 2024، وافقت أرامكو وسوميتومو على ضخ ما مجموعه 1.4 مليار دولار لسداد جزء من ديون شركة بترو رابغ مقدمًا، وذلك لدعم فرص نموها المستقبلية، وتعزيز موقعها المالي.

وتنطوي عملية الضخ هذه على إصدار بترو رابغ لأسهم من الفئة الثانية ليتم الاكتتاب فيها بالكامل من قِبل أرامكو وسوميتومو.

ومن خلال إصدار الأسهم من هذه الفئة ستتمكّن الشركتان من ضخ رأس مال جديد دون تغيير هيكل الحوكمة الحالي لشركة بترو رابغ، أو إضعاف القوة التصويتية للمساهمين الآخرين في شركة بترو رابغ.

702

مليون دولار قيمة صفقة شراء حصة إضافية قدرها 22.5 في المئة من شركة سوميتومو

ومن ضمن الصفقة، تنازلت أرامكو وسوميتومو عمّا مجموعه 1.5 مليار دولار من قروض المساهمين لبترو رابغ، اكتملتا على مرحلتين في أغسطس 2024، ويناير 2025، مما عزز من هيكلية رأس مالها، وعالج خسائرها المتراكمة بشكل جزئي.

وتستهدف شركة النفط السعودية زيادة الاستثمار لمضاعفة إنتاجها للكيماويات ثلاث مرات إلى 34 مليون طن سنويا بحلول 2030 وزيادة طاقتها التكريرية عالميا إلى ما يتراوح بين 8 و10 ملايين برميل يوميا من 5 ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.

ويقول خبراء إن الصفقات التي تبرمها أرامكو تظهر الكيفية التي ترغب بها الرياض في أن تضمن أنها ستكون آخر منتج للنفط يظل مستمرا حين يتباطأ الطلب على الخام مستقبلا.

ويشيرون أيضا إلى أن هذا المسار يؤكد صعوبة منافستها بسبب انخفاض كلفة الإنتاج التي تبلغ نحو 4 دولارات للبرميل.

وتملك أرامكو حصصا في مصاف أو أصول تخزين في الكثير من الأسواق الرئيسية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وكذلك في الولايات المتحدة، حيث تملك أكبر مصفاة أميركية، وهي بصدد الدخول إلى السوق الهندية.

وترى السعودية أن الطلب على البتروكيماويات المستخدمة في صناعة السلع مثل البلاستيك سيستمر في الارتفاع خلال العقود المقبلة، حتى مع احتمال تراجع استخدام النفط في النقل مع تحول الطاقة العالمية.